
التشيـع جذور وَ بدايـه :
قال علي بن أبي طالب عن معنى ( الغلو ) : التعمق في الرأي وَ التنازع فيـه وَ الزيـغ وَ الشقاق ، فمن تعمـق لم ينُب الى الحق وَ لم يزد إلا غرقا (٨٥) وَ قد أطلق أسم ( غلاة ) على الفرق الشيعيـه بالفترة المبُكره من ظهور الإسلام وَ قد تُرجمت في الأنگليزيه الى ( Extremists ) حرفياً تعنـي ( مُتطرفيـن ) وَ الذي تواجدهُم كان في العراق تحت عباءة الأئمه الذي رمزهُم الأعلى علي بن أبي طالب ؛ أفكارهُم كانت ( غنوصيـه . Gnostic ) وَ أيضاً ذات منبع ( هرمسي . Hermetic ) وَ ( الكوفـه ) كانت مركز الهرمسيـه قبل عصر التدويـن الإسلامي وَ قبل أن يُعرف قياس أرسطو عند باقي الفرق الكلاميـه . كان السائد في معتقداتهُم ( تناسـخ الروح . Transmigration of Soul ) وَ ( حلول روح الله . Indwelling Spirit of God ) في أجسادهم ، وَ أنهُم يملكُون ( قوة نبويـه . Prophtic Power ) ، وَ الأهم إيمانهُم بـ ( الصفوة المختاره . Chosen Elite ) (٨٦) (٨٧) أجتماعياً أن أغلب رؤساء الفرق الشيعيـه كانوا من أصحاب الحرف ( تبان ) ( براد ) ( حائك ) ( بائع حنطه ) ( أكار ) وَ كانوا بالرغـم من انتمائهم لقبائل عربيـه عارضوا نظام العشائر العربية وَ كان الأنتماء لديهِم أنتماءاً روحياً مُوجه حصراً لمعتقدهُم الديني الشيعي وَ هذه النقطه ضروريـه المعرفة إشكالية الأنتماء الشيعي الى اليوم ..! وَ أشهر وَ أقدم من حارب العشائرية التحزبية العربيـه ( المختار الثقفي الكوفي ) وَ الذي كان عسكرهُ من الفرس من أولاد ( الأساوره ) وَ ( المزاربـه ) (٨٨) (٨٩)
وَ أكثر سؤال راود القدمـاء من كُتاب النحل من أين جائت معتقدات وَ جذور التشيـع ..؟ محاوله لأعطاء صـورة أن فكر الغلاة الذين هم أصل التشيـع فكر دخيـل على الإسلام المُحمدي العربي ! فمنهم من نسـب الباطنيـه ( القرامطـه ) على الأخص الى جذور حرانيـه وَ أستدلوا أن ( حمدان قرمط ) النبطي ( الكلداني ) من صابئة حران وَ ( حران . Harranu ) تبعـد ( ٤٠ كيلو متر ) عن ( الرها ) تقع شمال بلاد الرافديـن وَ فيها معبد إله القمر ( سيـن . Sîn ) البابلي وَ الآشوري وَ التي ستصبـح لاحقاً مركز للفكر الهرمـسي وَ الأفلاطوني وَ كانوا يقولون بنبـوة ( هرمس ) وَ ( أفلاطون ) وَ ( عاذيمـون ) وَ حتى ( صولون ) المُشرع اليوناني جد أفلاطون لأمه (٩٠) (٩١) (٩٢) وَ أيضاً صاحب الدعوة الباطنيـه تلميذ وَ مولى الأمامين الباقر وَ الصادق ( عبدالله بن ميمون القداح ) الأهوازي هو وَ أبوه كانوا ( ديصانيين ) أي أتباع ( بر ديصان ) الغنوصـي المسيحي الرهاوي الذي سبق ذكرهُ في المقال (٩٣) وَ من المعروف أن الهرمسيـه أرتبطت بالسحر وَ الخيمياء الذي كان سائد عند الفرق الشيعيـه وَ ( هرمـس ) أرتبط في مصر بـ الإله ( تحوت . Thoth ) المُرتبط بالقمر وَ ( هرمس ) هو الأخر إله قمري وَ الإلهيين أرتبطوا بالباطن وَ السحر وَ لُقب الإلهين بـ ( مرشد الأرواح . Psychopomp ) الإله الذي يوصـل الأرواح الى مملكة الرب لذلك غير مستغـرب أن يُبجل في حران أرض الإله ( سين / القمر ) ، وَ الهرمسيـه كفلسفـة وَ تجربه تقدم ( القوى الروحيـه . Spiritual Forces ) على الطبيـعه الماديه المشاهده مباشره ، وَ أن ( العالم الأصغر . Microcosm ) ينطوي فيـه ( العالم الأكبر . Macrocosm ) كما العباره الشهيره الهرمسيـه ( كما في الأعلى ، في الأسفل ) ، و كانت حكمـة صابئة حران الذي شاهدها ( المسعودي. صاحب مروج الذهب ) هي ( من عـرف ذاتهُ تأله ) وَ هذا مايذكرهُ الكتابات الهرمسيـه ( Corpus Hermeticum ) لأبنهُ ( تات . Tat ) أن ( العرفان . Gnosis ) عندما الإنسان يُولد مجدداً ( Rebirth ) لا يعود يدرك جسدهُ ثلاثي الأبعاد لكن ( الشبحـي / اللامادي . Incorporeal ) وَ عندما يصل أبنهُ الى هذه المرتبـه يقول ( الأن أنا أنظر بعقل ، أرى نفسي في الكل ، أنا في السماء ، أنا في الأرض ، في الماء ، في الهواء ، أنا في البهائم ، أنا في النبات ، أنا في الطفل داخل الرحم ، وَ الفرد الذي لم يُحمل به بعد ، أنا الفرد الذي وُلدت ، أنا حاضر في كل مكان ) فيرد هرمس : ( الأن يابني أنت تعرف ماهو أعادة الولاده ) (٩٤) (٩٥) (٩٦) وَ بعيداً عن مصر وصلتنا أثار تدل على وجود الهرمسيـه في الفترة الساسانيـه في العراق ( أوعيـة تعويذات . Incantation Bowls ) في ( نفر . Nippur ) وَ التي صنعت من القرن الرابع إلى القرن السابع ميلادي حيث ذكر فيها ( هـرمس ) كقوة سحريـه ، وَ كتبت بـ سيريانيـه رافدينيـه وَ محتواها : ( هرمس ماري رب . Hyrms Mary Rb ) هرمس الرب العالي وَ ( هرمس مار كل . Hrms Mr Kl ) هرمس رب الكل ، وَ لدينا نصـوص من الفارسيـه الوسيطه وَ التي ترجمت إلى العربيـه بالعهد العباسي وَ الذي ترجمها ( عُمر بن فارخان الطبري ) وَ التي ترجمت من الأغريقيه الى الفارسيـه الوسيطه عبر ( ابن نوبخت ) و َهي أسره ساسانيه وَ التي بعد أن أسلمت أصبحت من العوائل الشيعيه المعروفه منهُم ( أبوسهل أسماعيل النوبختي ) وَ الفيلسوف المُتكلم ( الحسن بن موسى النوبختي ) وَ السفير الثالث ( الحسين بن روح النوبختي ) ؛ تخبرنا النصوص أن الأعمال الهرمسيـه كـ ( كتاب أسرار هرمس باللاتينيـه : Liber de Steuis Beibeniis ) حصل عليها في القرن الثالث الملك الساساني ( شابور الأول ) الذي أكمل عمل والدهُ ( أردشير ) الذي أراد أن يرجع بقايا الكتب الفارسيـه التي فقدت بعد غزو السكنـدر المقدوني وَ جميع هذه الكُتب أصلها من بابل لكن ترجمت وَ علُمت بالفارسيـه ؛ حيث يُذكر في زمن الملك الأسطوري ( الضحاك ) الذي حكم الأرض من ضمنها العراق قسمها الى ( ١٢ ) قلعه يحكمها ( ١٢ ) عالم وَ لكن بعد أن صارت بلبله في بابل هاجر أحد علماء القلاع وَ الذي هو ( هرمس ) من بابل الى مصر ليكشـف معارفـهُ هناك ؛ وَ الذي ينسب لهُ علم الصنعة ( الكيمياء ) وَ قد عرف عند أهل العراق بـ ( هرمس الحكيم ) البابلي المُنتقل الى مصر (٩٧) (٩٨)
أما المُستشرق ( هانز هالم . Heinz Halm ) المُختـص بالدراسات الشيعيـه يرى أن ( المدائن ) هي مركز بزوغ الغنوصيه الشيعيـه وَ التي تتكون من ( سلوقيـه ) غرب نهر دجلـه التي تأسست ( مابيـن ٣١٢ _ ٣٠١ ق.م ) وَ ( طيسفون ) شرقاً وَ التي أسسها الپارثيين ( ٢٢١ ق.م ) وَ التي صارت المركز الأهم في فترة السلاله الساسانيـه ؛ وَ المدائن الأسم المُعرب من الآراميه ( مديناتا ) ، ففـي عهد ( كسـرى انوشروان ) الساسانـي سبى سبايا من أنطاكيا الى العراق وَ أسكنهُم قرب ( طيسفون . Cetsiphon ) بمدينه تدُعى ( زبر خسرو ) وَ صارت تُدعى ( روميـه ) وَ كذلك كانت من المراكز الذي أختلطت فيها الثقافه الفارسيه وَ السريانيـه وَ تجمع للنساطره ، وَ حاول ( هانز هالم ) أن يرجع بعض من قادة التشيـع الى أصل آرامي انطاكي كـ ( بيان سمعان ) فإسم ( سمعان ) أسم سائد عند المسيـح السريان وَ لا وجود لهُ عند العرب وَ ( عبدالله بن معاويه بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ) مركز تأيدهُ وَ قوتهُ كان في المدائن ، وَ ( عبدالله بن سبأ ) نُفي الى المدائن وَ أن ( ابو منصور العجلي ) كان أثر المسيحيه واضح في فرقتهُ فقد كانوا يقسمُون بصيغه مسيحيـه وَ هي ( لا وَ الكلمه ) وَ يقولون أول الخلق ( عيسى ) لكن صبغة معتقدهُم غنوصي (٩٩) وَ أنطاكيا كما ذُكر أعلاه في المقال كانت تربه خصبـه لأفكار ( سمعان المجوسي ) وَ كذلك مدرسـة أنطاكيا كانت تفصل في طبيعـة المسيح بين الإلهي وَ الإنساني كقول النسطوريـه في طبيعـة المسيـح بإنها فصلت بين يسوع الإنسان بحيث تكون مريم ( أم المسيح . Christo Tokos ) وَ بين المسيـح الإلهي بحيث تكون مريم ( أم الله . Theo Tokos) وَ أن الذي عانى على الصليب المسيـح الإنسان وَ ليس المسيح الإله وَ كان نسطور يقـول ( أنا أعبد الأناء بسبب محتواه وَ اللباس لأجل مايغطيه وَ الذي هو الله المختبئ فيه ) وَ نلاحظ بين طيات فكر ( نسطور . Nestorius ) فصل تام بين طبيعـة الروح وَ طبيعة الجسد ، مابين خالد وَ زائل ؛ لذلك في نص كان متداول عند المسيـح مكتوب بالسريانيـهُ أسمهُ ( أسطورة بحيرى الراهب ) يقول فيه أن ( بحيرى ) من أهل انطاكيه وَ هو من الهم النبي مُحمد بسور القرآن وَ التي من ضمنها " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ " أي القتل وَ الصلب صار للجزء الناسوتي وَ ليس اللاهوتي وَ عندما ارادوا أن يكسروا ساقيـه على الصليب شبه لهُم أنه ميت ليلاً ؛ وَ عموماً النص يريد أن يقول أن جذور الآيه ترجع لمُعتقد المدرسـه الأنطاكيه (١٠٠) (١٠١) (١٠٢) في النهايـه ( الكوفه ) وَ التي خطها ( سعد بن وقاص ) بعد أربعة عشر شهر من أحتـلال العرب للمدائن بدايـة تضائل نجم ( الحيره ، بالآرميه : حيرتا Hirta ) وَ بزوغ نجم الكوفـه ؛ وَ قد أجتمع في الحيره وثنيـة العرب ، المانويه ، وَ النسطوريه وَ المسيـح العرب المعروفين بإسم ( العباد ) وَ التي أثرت هندستها في المعمار وَ الكتابه في حاضرة الكوفه وَ عموماً الرقعه الجغرافيه للكوفه وَ الحيرة تابعه للأرث البابلي المندمـج بالأرث الساساني (١٠٣) وَ مثلما كُتب أن هرمس هجر بابل الى مصر ليكشـف معارفه السريه هناك ، كذلك رأى الباطنيون كما ذكرت أن علي بن أبي طالب هجر المدينه ليكشف معارفهُ في العراق ؛ وَ الأحاديث التي وصلتنا من الأئمه أنفسهُم تقول أن علومهم قديمـه وَ لكنها تتناقل سراً ، فكما يقـول فهرست أبن النديم في أن الـ ( الحكمـه . Theosophy ) في القديم ممنوع منها إلا من كان من أهلها وَ ممن يتقبلها ، وَ كانت الفلاسفـه تنظر فـي المواليـد لمن يريد الحكمه ، وَ لُقب ( خالد بن يزيد بن معاويـه ) بـ ( حكيم ) لأنهُ أحضر جماعه من فلاسفة اليونان وَ مصـر لنقل الكُتب من اليونانيـه وَ القبطيـه الى العربيه ، وَ لقب ( هرمس ) حكيم لتكلمُه بعلم الصنعه / الكيمياء ، وَ يُذكر أن ( كيسان ) مولى علي أقتبس من بيت علي بن أبي طالب الأسرار من علم التأويل وَ الباطن وَ علم الأفاق وَ الأنفس (١٠٥) وَ يقـول الفيلسـوف الشيعي ملا صدرا الشيرازي عن ( الحكمـه ) أنها المعارف الباطنيـه ( Interior Knowledge ) المُتعلقه بمعرفـة النفس وَ صيرورتها في المُعاد أي إدراك النفس ( نموذجها البدائي السرمدي . Eternal Archtype ) وَ هذه المعارف ( مُحرم ) الكشف عنها وَ قد ربط سلسلة الحكمـاء باليونانيـن كـ ( انباذقلس . Empedocles ) وَ ( ڤيثاغورس ) وَ التي تسلست الى ( سقراط ) وَ ( أفلاطون ) ( أرسطو ) (١٠٦) وَ جميـع هؤلاء الفلاسفه ورثـة ( المعارف السريـه الاورفيـه . Orphic Mystagogy ) وَ الذي في أول مقطع شعري في الترانيم الأورفيـه لـ ( أنساب الإلهه . Theogony ) يقـول : ( سـوف أترنم لهؤلاء الذين يفهُمون ، أغلق الأبواب أيها المدنس ) وَ الأورفيه أساس مُعتقدها الفصل بين دنس الجسـد وَ إلهية الروح وَ ( أعادة التجسد . Reincarnation ) ، فقد أكُتشف في منطقة ( اوليبيا . Olbia ) أوكرانيا كتابه منقوشـه على عظام من القرن الخامس ق . م تنص على :
( حياه . موت . حياه . حقيقه )
( ديونسيوس Dionysos اورفيوس Orphiko )
( ديونسيوس . حقيقه . روح . جسد )
فالفكره الاورفيه التي ستتورث للأفلاطونيـه أن الجسد عرضي زائل هُو مجرد ( علامه . Sema ) مجازيه لما هو باطن حقيقـة الإنسان ، لذلك ( الجسد . Soma ) قبر وَ سجن لـ ( للفكرة الخالصة . Eidolon ) التي هي إلهيـه نقيـه طاهره (١٠٦)(١٠٨) وَ أذكر هذا لأن من أمثال المُفكر المصري ( أحمد أمين ) صاحب كتاب فجر الإسلام شك في أقوال علي بن أبي طالب في نهج البلاغه كونها متأثره بالرؤيه اليونانيـه مثلما سبق وَ سيأتي أن قُرن الباطنيون بصابئة حران الكلدانين ( المُتهلينين / متأثرين بشكل كبير بالفلسفه اليونانيـه ) وَ كذلك الغنوصيـه وَ اللاهوت المسيحي الذي تأثر رغماً عنه بالرؤيه اليونانيـه ؛ وَ من أثار الأفلاطونيه أن سُئل علي عن العالم العلـوي فقال : ( صُور عاريه عن المواد ، عاليـه عن القوة وَ الأستعـداد ، تجلى لها فأشرقـت وَ طابعها فتلألأت ، وَ القى في هويتهـا مثالهُ فأظهر عنها أفعالهُ ، وَ خلق الإنسـان ذا نفس ناطقـه ، إن زكاها بالعلم فقد شابها جواهر أوائل عللها وَ إذا أعتدل مزاجها وَ فارقت الأضداد فقد شارك بها السبـع الشـداد ) (١٠٩) وَ هذا الرؤيـه العالم العلوي هي فلسفة أفلاطون لـ ( عالم المثال . Ideal World ) وَ الصُور العاريه هي الـ ( الفكرة الخالصة . Eidolon ) ؛ وَ كذلك قالوا أن الشيعه الباطنيـه كصابئة حران يكتمـُون أديانهم وَ لا يظهرونها إلا لمن كان منهُم (١١٠) وَ يُنسب لعلي بن ابي طالب قولهُ :
لقد حزتُ علم الاولين وَ انني .. ضنيـن بعلم الأخريـن كتوم
وَ كاشـف أسرار الغيوب بإسرها .. وَ عندي حديث حادث قديم
وَ اني لقيـوم كل قيم .. محيط بكل العالميـن عليم (١١١)
وَ في حديث ( أصول الكافي ) [٩٢٠] ص٣٩٥ بعد وفاة جعفر الصادق يروي ( هشام بن سـالم ) أنهُ وَ ( صاحب الطاق ) كانوا متحيريـن بأمر ( صاحب الأمر ) بعد الأمام الصادق حتى دخل على ( موسى الكـاظم ) يسألهُ مسائل ، فقال الكاظم : سل تخبر وَ لا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ، فسأله فإذا الكاظم هو بحر لا ينزف ( أي معارفهُ ) ثم قال هشام : شيعتك وَ شيعـة أبيك ضلال فألقي إليهم وَ أدعوهُم إليك وَ قد أخذت علي الكتمـان ؟ فقال : من آنسـت منهم رشداً فألق إليـه وَ خذ عليـه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبـح وَ أشار بيدهُ الى حلقه ..
وَ كُل هذا المزيـج من الثقافات وَ المُعتقدات من تأثير المسيحيـه وَ الغنوصيـه وَ الحكمـه الهرمسيـه وَ الأفلاطونيـه وَ المعتقدات الكلدانيه كانت اللُبنه الأساس لمُعتقدات غلاة الشيعـه وَ الذين هُم ورثـة ( اللاهـوت القديم . Prisca Theologia ) حيث الكشـف الإلهي وُهب الى الحكماء القدماء وَ تناقل عن طريـق ( التلقين . Initiation ) وَ من الحكمـاء ( هرمـس ، اورفيوس . فيثاغورس . زرادشـت ) لذلك قال ( زرارة بن الأعين ) عن أبي جعفـر الباقر : العلم الذي نزل مع آدم لم يُرفـع وَ العلم يتوارث وَ كان ( علي ) عالم هذه الأمه وَ إنه لم يهلك من عالم إلا خلفهُ من أهلهُ من علم مثل علمُـه (١١٢)
أهـم الفرق الشيعيـه :
( السبئيـه ) :
أتباع ( عبدالله بن سبأ ) وَ يذكُر أسمهُ ( عبدالله بن وهـب الراسبـي الهمداني ) من ( همدان ) أحد قبائل اليمن المعروفـه ، وَ لعلهُ كما يفترض ( هانز هالم ) من موالي همدان منتسب لها ؛ وَ في الحقيقـه صار لبس بينـهُ وبين صاحبـهُ الأقرب لهُ المدعـو ( عبدالله بن السوداء ) اليهـودي من أهل ( الحيره ) لذلك يقال عن عبدالله بن سبأ هو الأخر يهودي وَ يهودية الأثنان ليست يهوديه خالصـه لكن منتميـه للطوائف ( اليهود-مسيحيـه . Judueo-Christian ) وَ هذا واضـح في معتقداتهُم ؛ فقـد قال بن سبأ وَ ابن السوداء أن علياً ( إله ) وَ قد قال ابن سبأ لـ علي ( أنت أنت ) يعني ( أنت الإله ) فنفاه الى المدائن ؛ وَ في الحقيقـه ليس بن سبأ أول من قال أنت أنت لكن قبلهُ ( ابن صويرمه ) قال لعلي أنت أنت وَ هو يخطب ( خطبة البيان ) الإلهيه في البصره ! وَ أيضاً نُفي ( عبدالله بن السوداء ) هو الأخر الى المدائن ، وَ قد قالا بعدم جواز التقيـه لذلك نفى علي قادة السبئيـه الى المدائن . وَ معتقداتهُم ظل لها أثر في الطوائف الشيعيـه الأخرى فقد قال أبن سبأ أن في علي ( الجزء الإلهي ) وَ هو يتناسـخ في الأئمه بعد علي ، لذلك بعد أن قُتل علي قال ابن السوداء ( و الله لينبعـن لعلي في مسجـد الكوفه عينان تفيـض أحدهُما عسـل وَ الأخرى سمن يغترف منها شيعتـهُ ) بذلك صار مسجـد الكوفه صُوره لجنه ما ورائيه كمثل جنة طائفة ( النحشيين . Naassenes ) الغنوصيـه اليهود مسيحيـه التي ترى أن جنتها اللاجغرافيـه ( Sirayē ) يفيض منها ( العسل ) وَ ( الحليب ) (١١٣) وَ قال ابن سبأ أن الذي قُتل ليس علي بل ( شيطان ) تصَور بصورة علي أما علي كـ ( عيسى ) صعد الى السمـاء وَ هو في السحاب الرعد صوتهُ ، البرق سوطهُ ، وَ عندما يسمـع السبئيه صوت الرعـد قالوا ( عليك السـلام يا أمير المؤمنين ) ؛ وَ أناخ السبئيـه بباب علي فأستئذنوا عليـه أستئذان الواثق أنه في حياتهُ ( حي ) وَ الطامع الوصُول إليه وَ قالوا : ( أنهُ ليسمـع النجوى وَ يعرف تحت الديار العتل وَ يلمع في الظـلام ) .
وَ أهم مُعتقد قالهُ السبئيـه هو ( الجزء الإلهي ) وَ تناسخهُ في الأئمه وَ الذي تُعرفـه فرقـة ( الكامليـه ) الشيعيـه أتباع رجل يُدعى ( ابي كامل ) أن الجزء الإلهي كإشراق الشمـس في كوه ( بمعنى : النافذه الصغيره) وَ هذا الجزء الإلهي هو النور ( Phōs ) الذي يتنـاسخ من شخـص الى شخص وَ هذا تعريف ( الأمامه ) لديـه ؛ وَ تعريف الجزء الإلهي نسطوري بإمتياز ، تقول النسطوريـه أن ( الكلمـه . Logos ) أتحدت بجسد يسوع لا عن طريق الأمتزاج لكن كـ ( إشراق ) الشمـس في كوه وَ هذا كما قال نسطور الله المحتجب وراء حجاب الجسد ؛ أما تناسخ هذا النور فهي بلا شـك رؤيـة الغنوصيه الشيثيـه وَ الطائفه اليهود-مسيحيـه ( الكسائيه . Elkesai ) الأبيونيـه ، وَ معتقد الفرق الغنوصيه التي رأت أن ( قوة المسيـح . Christ Force ) تتناسـخ من عصر الى عصر وَ لم تنتهي عند الصلب ؛ وَ من أتباع فرقة ( الكامليـه ) الشاعر المعروف ( بشـار بن برد ) الذي قال :
الأرض مُظلمة وَ النار مشرقـةٌ .. وَ النار معبودة مذ كانت النارُ ، أتهمتهُ المصادر أنهُ صوب إبليس لكن في الواقع ( النار المُشرقه ) هي وصف للنور الإلهي ( Logos ) وَ لهفوتهُ الشعريـه أغرقهُ الخليفه المهدي في ( نهر دجله ) (١١٤) (١١٥) (١١٦) وَ نرى عند السبئيه تعظيم للنار كما ذُكر في أعلى المقال ، أن علي عندما أحرق منهُم قالوا : ( الآن علمنا أنك إله ، لأن النار لا يعذب بها إلا الله ) ؛ وَ في الحقيقـه أسم الطائفة ( السبئيـه ) أو تكتب ( سبأيه ) تحتاج تسليط ضوء عليها ؛ وَ كإفتراض أنها جائت من كلمة ( صبا ) الآرميـه ذات الأصل الآكدي ( صيبو ) بمعنى ( تطهير ) ( تعميـد ) ( أصطباغ ) وَ كلمـة ( معموديه . Baptism ) المُستعمله في اللغات الأجنبيـه جائت من ( Photisma ) التي تعني ( تنوير / أضاءه ) وَ التي أستعملت في المسيحيه في القرن الثاني ميلادي ، وَ لو نرجع للأنجيل التعميد بـ ( النار ) من صفات المسـيـح كما ذكر ( متى ٣ : ١١ ) " هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ " وَ جاء في تأويل الآيه " صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ " عن أبي عبدالله الصادق ( صبَـغ المؤمنيـن بالولايه في الميثاق ) (١١٧) (١١٨) (١١٩) بذلك السبئيـه طائفة ( متطهرين . Katharoi ) كـطائفة ( الكسائيه . Elkasite ) وَ ( المندائيـه ) وَ المسيحيـه لكن بصبغـه ( خيميائيـه ) ففي المخطوطه الشيعيـه أم الكتاب يظهر ( عبدالله بن سبأ ) مع الأمام الباقر الذي يتجلى لهُ بصورتهُ الإلوهيـه ، فيخرج بن سبأ وَ يصرخ منادياً أهل العراق وَ فارس وَ المدينه أن لا إله إلا محمد الباقر ، فيخرج الأمامين زين العابدين وَ الباقر مع الناس الذين أتهموهُ بالجنون وَ الخرف وَ يطالبان بحرقـهُ في النار ، لكن عندما يعود الأمام الباقـر الى دارهُ التي كان فيـها المستنيرين ( جابر الأنصاري. جابر الجعفي . صعصعه بن صوحان ) يخبرهُم أن سرنا لا يُكشـف لأنه صعب مستصعب ، لكن الباقر وَ كان في المخطوطه بهيئة طفل ينفـخ في شخص لا هُو ميت وَ لا حي أظهرهُ مـن جدار حجرة فاطمه وَ عندما يفيق يظهر أنه أبن سبأ نفسهُ وَ الذي يوصف نفسـهُ أنه كان في حلم بالجنه (١٢٠) وَ هذه المخطوطه رؤيتها كرؤية بعض الفرق الشيعيـه التي سأذكرها يؤمنون أنهم مخلدون لا يمـوتون أبدا ؛ وَ هذا نفسـهُ كما ذكرت مُعتقد تلميذ سمعان المجوسي ( ميناديس . Menades ) الذي كان يُعمد أتباعهُ بـ ( النار ) وَ ( الماء ) فيصبحـون خالديـن ..!
وَ أيضاً كلمـة ( صبا ) العبريـه تعني ( جند / جيش ) وَ جمعها ( صبـاؤوت . Sabaoth ) وَ التي ذُكرت في سفر التكوين ( أصحاح ٢ : آيه ١ ) وَ تشير الى ( صبا هسمايـم ) ( جند / جيش السموات ) أي ( الملائكه ) التي كينونتهـا ( الخلود ) لذلك يطلق عليهُم في النصـوص الغنوصيـه ( Aeons ) من ( Aiôn ) خالد / دهري ، وَ أحد أسماء الغنوصيـه ( جنود ، بالأغريقيـه : Stratiotque ) أي وسائط سماويه ( ملائكه ) وَ في النص الغنوصي( On the Origin of the World ) أن ( الحكمه ( Sophia ) مسكنهـا السحابه المستنيره وَ لا أحد معها إلا ( صباؤوت . Sabaoth ) وَ في نص ( الكليمنتات المنحوله . Pseudo Clementine ) المنسوب لـبابا روما ( كليمنـدس الرومي ) يقـول أن الملائكه مخلوقات ( ناريـه ) ؛ بذلك تتضح الصـوره التي رسمها السبئيـه لعلي الرب فوق السحاب الذي يُعمد بالنار كإله ؛ وَ السبئيـه كانوا من المؤمنيـن بالرجعه ( Adventists ) أي أن بعد صعود علي آمنوا برجوعهُ وَ أنهُ سيملك الأرض (١٢١) (١٢٢) (١٢٣) وَ هي معتقـد مسيحي-يهودي رجوع ( المسيـح ) في الألفيـه السعيده ليحكم الأرض ؛ وَ الأصل لهذا المُعتقد أفلاطوني ، ففي ( محاورة رجل الدولـه . Stataesman Dialog ) يقول على لسـان ( سقراط ) أن الزمن زمانان يدور في مسارهُ ( الدائري ) زمن كامل وَ هناك زمن أطُلق ليتمم نفسـه بنفسـه وَ لهُ دوره محدده ككائن حي وَ هو عود أبدي بين بدايـه وَ نهايه ثم بدايـه ثم نهايـه الى مالانهايـه حيث بعد ملايين الدورات تبدأ حركتهُ تتحرك عكسياً وَ هذه الحركه الإرتداديـه يراها أنها ( الحركـه الأعظم ) وَ الأكثر كمالاً من بين كل الحركـات السمـاويه ، وَ يحدث دمار هائل لا يبقى منهُ إلا بقيـه من ( سلالة الناجيين ) وَ هؤلاء السلف المُنتخب الناجي هُو من تركزت عليـه الروايات وَ الأساطير حيث يعيشون بزمن مرحلي بين ( الانتقاليـه المُحدثه ) وَ ( الدوره المضاده ) حيث يتراجع الزمن للوراء وَ تتحرك حركة الطبيعـه وَ الإنسان إلى الوراء وَ تبدأ خصل الإنسان تسود ثم يصبح شاب ، غلام ، طفل ، رضيع حتى يتلاشى بشكل تام في ( التراب ) ثم مع بداية نقطة العصر / الدهر ( Aeon ) تبدأ الطبيعـه وَ الأرض تتولد من جديد وَ ترجع ( سلالة الناجيين ) متولـده من ( التراب ) وَ يحكم الإله ( خورنوس . Chornos ) وَ العالم يكون تحت حكم الإلهه ؛ وَ هذا العصر يكون هناك لا حرب وَ لا خصام لأن الإله راعيهُم ، وَ لا يوُجد ملكيات خاصه لأن الإنسان أنبثق من التراب بدون تذكر لماضيـه ، وَ الفواكه كانت متوفره وَ ناميـه بدون غرس ، وَ سكنوا عراة لأن الحرارة كانت مُعتدله ، وَ لم يكن هناك أسره بل كانوا جميعاً يستلقـون على آرائك من حشيش ناعمـه (١٢٤) وَ الغنوصييـن / الباطنيين كانوا ( أخرويين . Apocalyptic ) لكنهُم ليسوا مع عقيدة الأنتظار ليوم الخلاص لكن مع كسر المحظور وَ الكشـف عبر العرفان . Gnosis عن التجلي الإلهي الذي يحُطم عجلة الزمن الأعتياديه وَ هذه العقيده تسمى ( Verus Propheta ) وَ الذي صارت لدى الجماعات الباطنيـه ( سر طقسي . Liturgica Mystery ) حيث الجنه تتكشـف للمنظمين لهذه الطوائف السريه (١٢٥) وَ يذكر ( The Gospel of Thomas ) عندما سُئل يسوع ( متى مملكة الرب تجيء ) ؟ قال : لن تجيء بالإنتظار لها ، وَ ليس مهماً قول هي هُنا أو هي هناك ، بدلاً من ذلك فـ مملكة الرب أستقرت على الأرض وَ لكن الناس لا تراها ! )
وَ هذه المُعتقدات سنجد صداها في باقي الفرق الشيعيـه ..!
( الكيسانيـه ) :
عن ( عبدالله بن سليمان ) ، عن أبي عبدالله الصادق : مازال سرنا مكتوم حتى صار في يـدي وُلد ( كيسان ) فتحدثوا به في الطريـق وَ قرى السواد (١٢٦) ( كيسان ) مولى لـ ( علي بن أبي طالب ) تتلمـذ علي يد محمد ابن الحنفيـه ( من أبناء الأمام علي ) وَ أقتبس منهُم الأسرار من علم التأويل وَ الباطن وَ علم الأفاق وَ الأنفس ؛ وَ ( كيسان ) لقب لـ ( المُختار بن عبيدالله الثقفي ) وَ هو من طالب بدم الحسيـن ، وَ يقال أنهُ لقب لأحد موالي علي وَ أسمه ( زادان الفارسي ) وَ عُرف بـ ( ابو عمره ) وَ كان يبيع ( الكرابيس ) وَ هي ثياب غليظـه كانت معروفه لدى الفُرس ، وَ ( كيسان الفارسي ) هُو من حمل المختـار بالطلب بدم قاتلي الأمام الحسيـن وَ كان صاحب شرطة المختار وَ صاحب سره وَ مدبر مؤمراتهُ وَ الغالب على أمره ؛ وَ يُذكر أن المختار عندما طالب بدم الحسيـن بالكوفـه أكثر من أستجاب لهُ ( همدان ) من قبائل اليمن المعروفه بمولاتها لعلي وَ الطرف الأخر هم أبناء العجم الذين يسمُون ( الحمراء ) وَ كان شعار المُختار حينها ( يال ثارات الحسيـن ) وَ دانت للمختار سائر العراق ، وَ قد أثار المُختار حفيظـة العرب بعدما قرب العجم وَ فضلهُم على العرب حتى أنهُ يروى عن ( عمير بن حباب ) أنهُ دخل معسكر أحد أهم قواد المختار ( إبراهيم الآشتر ) فلم يسمـع فيه كلاماً عربياً قط وَ كان جل معسكـرهُ من أولاد الأساوره وَ المزاربه ؛ وَ لحقد العرب لقبو المُختار بـ ( الكـذاب ) فقد أجتمع عليـه أشراف عرب الكوفه لمحاربتهُ بقيادة ( رفاعه بن سوار ) وَ لكن هزمهُم المختار وَ عندها هرب أشراف الكوفه الى البصره التي كان فيها انذاك ( مصعـب بن الزبير ) وَ الذي أستدعى ( المُهلب بن صفـره ) لمحاربـة المختار ، وَ مصعـب هو من سينهي دولة المختار في العراق ، وَ تنتهي حياة المختار بحز رأسهُ على يد أخوين من بني حنيفـه وَ هما ( طارف ) وَ ( طريف ) ؛ وَ عن الكيسانيـه تتفرع عدة تجمعـات ( الكربيـه ) وَ أتبـاع ( حمزه بن عمـاره البربري ) وَ أتباع ( بيان سمعان ) ، وَ أتباع ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) وَ كُلها تؤمن بإمامة محمد بن الحنفيـه لأنهُ من دفع علي لهُ الرايه في ( حرب الجمل ) بالبصـره .
أما ( الكربيـه ) أصحاب رجل يُدعى ( أبي كرب الضرير ) وَ أيضاً من ( المختاريـه ) آمنوا أن محمد بن الحنفيـه لم يمُت وَ أنهُ في ( جبل رضـوى ) ينبـع عن يمينـهُ عين ماء وَ أسد وَ يسارهُ عين عسل وَ نمر وَ هو المهدي المُنتظر ، وَ قال منهُم ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) أن محمد بن الحنفيـه وُضع لهُ مثلاً / شبيه بديل عنهُ لئلا يدركهُ الطالب كما وقع شبـه النبي محمد بـ ( علي ) ليلة النوم في الفراش وَ هجرة النبي من مكه الى المدينـه ، فغُيب في جبل ( رضوى ) ، وَ بمعتقدهم سبب تغيبـهُ منهُم من قال من تدبير الله وَ لا يعلم الغايه إلا هو ، وَ منهُم من قال عقاب من الله لهُ لأن أبن الحنفيـه بعد مقتل الحسيـن طلب الأمان من يزيد ، ثم أنهُ في عهد عبدالله بن الزبير خرج من مكه وَ أخذ الأمان من عبدالملك بن مروان وَ لذنبـه غُيب في الجبال الوعره في غار مُظلم كما هبط آدم من الجنه الى ظلمة الأرض وَ كما عوقب ( ذا النون ) وَ قُذف في بطن الحوت ، بذلك لذنبه غُيب في الظلام ، وَ عن رجعته يقولون تأويلاً للآيه " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَطُورِ سِينِينَ ، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ " أن ( التيـن ) علي ، ( الزيتـون ) الحسـن ، ( طور سينيـن ) الحسيـن ، ( البلـد الأمين ) المهدي محمد بن الحنفيـه ، حيث يخرج من البلد الآمين وَ معهُ عدة أصحاب بدر فيقتـل الجبابره ثم يصعـد الى السماء وَ يرقى في الهواء فيسل سيـف فيطمسهـا وَ يكورها لقولهُ " إذا الشمس كُـورت " وَ هو سيـف ( شـق صاعقـه ) ، ثم يملك الأرض وَ يخصبها وَ يخصـب الناس وَ يُذكر عند خروجهُ يعود الى عمق الأرض حتى إذا بلغ الماء الأسود وَ الجو الأزرق صاح ( قد شفيـت وَ اشتفيت ) ثم يعود الى البلد الآمين وَ قد أخصب الأرض وَ انصف الظالم .
وَ الصُور التي وصفت لإختفاء ابن الحنفيـه في ( الغار ) ( كهـف ) ( ظلمه ) ( غيبـه ) رموز الأحساس بالذنب وَ الخطيئه وَ الدخول لعالم الظُلمه فداء أو تطهير ( Catharsis ) من ذنب فـردي أو جماعي ؛ وَ بنفس الفتره ظهرت صورة تطهير أخرى وَ هي صورة قتل الذات كما عند فرقـة ( التوابيـن ) وَ التي كان قائدها ( سليمان بن صرد الخزاعي ) وَ الذي كان هو وَ رفاقه رجال كبار في السـن ، وَ الذين جعلوا من أنفسهُم تائبين لتركهُم الحسيـن يتمزق في العراء وَ كان شعارهُم الآيه " إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ " فطالبوا بدم الحسيـن وَ بنفس الوقت طالبوا بسفك دماء أنفسهُم بصورة تضحيـه جماعيه قتلوا فيها في موقعـة ( عين الوردة ) وَ هذا الـ ( تطهير التراجيدي . Tragic Catharsis ) وَ الذي تحقق بفداء ( الدم ) . (١٢٧) (١٢٨) أما الصوره التي وُصفت لأبن حنفيـه هي كما قال الشيعي الذي سأتحدث عنهُ لاحقاً ( عبدالله بن معاويـه ) هي رؤيـه للأرض كـ ( بطن الحوت ) لمن صار إليها بالعمل السيء ، وَ هي ظلاميه حتى تُخصب في يوم الظهور وَ الخلاص ؛ فالكيسـاني ( أبي كرب الضرير ) يقول أن الأئمة الأربعة ( علي ، الحسـن ، الحسين ، محمد بن الحنفيـه ) هُم سقيا الأرض لأنهُم ( الغيث ) وَ إليهم المرجع وَ هم سفينـة النجاة من دخلها نجا وَ من تأخر غرق ؛ وَ لفهم الغايـه من الغيبـه نقاربها فينومينولوجياً مع الديانات السريـه كون البنيـه واحده وراء الظواهر الدينيـه وَ صُورها ؛ ففي الاورفيـه شذرات من ( Thurii gold Leaves ) حيث المُتلقي لأسرار المعارف الاورفيـه يُخاطِب ( بيرسفونـي . Persephone ) شاعرياً قائلاً : ( لقد طرت بعيداً عن دائرة العذاب " Kykols " حيث تكمن الأحزان العميـقه وَ أقتربت رغبتي في التتويـج ، وَ غصت عميقاً في أحضان مولاتي سيدة العالم السفـلي " Chthonian Queen " ) وَ في أحد الشذرات يقول ( علي أن أدفع الجزاء لأفعالي الغير صالحـه ) ، وَ ( بيرسفوني ) الإلهه التي تعيـش في العالم السفلي المُظلم وَ التي أختُطفت من قِبل إله العالم السفلي ( هاديس . Hades ) يقول عنها الشاعر ( بينـدار . Pindar ) ( متوفي : ٥١٨ ق م ) أنها تقبلت التضحيـه للحزن القديم ..! وَ هذا الحزن هو بحسب الاورفيـه رمُز لهُ بحادثة قتل ( زاگريوس . Zagreus ) وَ تقطيعهُ ( سبع قطع ) من قبل ( تيتان . Taitans ) وَ الذي صعقهُم زيوس تعذيب لهُم وَ من رمادهم خلق الإنسان الذي يحمل في نفسـهُ ذنب التيتان وَ أيضاً يحمل الجزء الإلهي روح زاگريوس ؛ وَ هبوط ( بيرسفوني ) رمز لهبوط الروح في الظلمـه فـ ( كلمينـدس الاسكندري ) يقـول : ( طقـوس الأسرار تنفـذ في الليل وَ ذلك يدل على أن أنحباس الروح في الجسد تم في الليل ) وَ من عتبـة عالم الليل وَ الظلمه أيضاً يكمن الخلاص في أحضان بيرسفوني ففي لحظة نشـوة يقول ( لوكيـوس ابوليـوس . Lucius Apuleius ) : ( أقتربت من نبـع الموت ، وضعـت قدمي على عتبـة بيرسفـوني ، وَ ارتحلت عبر العناصـر ثم رجعت ، رأيت شمس الليل تشرق بنور أبيض ، أصبحت قريب من الإلهه العلويـه وَ السفليـه وَ تعبدتُ لهم عن قرب ) .
وَ في الآورفيـه لا يُهبط للعالم السفلي ، مملكة الأموات إلا من كهف في جبل وَ الذي هبط اليه ( اورفيـوس . Orpheus ) نفسـهُ ، وَ رمزية كهف الجبل صار صُوره رمزيـه لعالم الظلال الأفلاطوني كما سبق ذكر ذلك (١٢٩) (١٣٠) (١٣١) وَ الجدير بالذكر أن الطقوس ( اليوزيسيـه . Eleusinian ) قامت مقام طقس خلود سحري كانت تمارسـهُ إلهة القمح ( ديميتر . Demeter ) وَ هي متخذه هيئة إنسان في أبن ملك ( ايلوزيـس . Eleusis ) المدعو ( ديموفـون . Demophoon ) حيث كانت تفرك جسـدهُ بطعام الخلـود وَ تضـعهُ في ( فرن ناري ) إلا أن الملكه كشفت ذلك فزجرتها ، فكشفت ( ديميتر ) عن أصلها الإلهي وَ أمرت ببناء معبـد لها وَ أقامة طقوس خصبيـه فيـه عوضاً عن ممارسة سحر الخلود بالنار (١٣٢)
وَ رمزيـة ( جبل رضوى ) ظل موجوداً في التراث الشيعي على العمـُوم ، يقـول ( زيد الشحام ) عن ( ابي عبدالله الصادق ) : إن ارواح المؤمنيـن يرون آل محمد في جبال ( رضـوى ) فتأكل من طعامهـم وَ تشرب من شرابهـم وَ تتحدث معُهم في مجالسهـم ، حتى يقـوم قائمنا ، فإذا قام بعثهُم الله وَ اقبلوا معهُ يلبّون زمراً زمرا .. (١٣٣) وَ في دعاء ( الندبه ) الذي يُقرأ في أيام الجمعه وَ الأعياد فيه مقطـع مناجاة للمهدي المُنتظر يقول فيـه ( ليت شعـري اين أستقرت بك النـوى بل اى أرض تقلك أو ثرى آ ( برضوى ) أو غيرها .. )
أهم طائفه كيسانيـه : ( البيانيـه ) نسبـه الى ( بيان سمعان ) وَ كان من أتباع الكيسانـي ( حمزه بن عماره البربري ) وَ الذي كان أعتقادهُ ( من عرف إمام زمانـهُ فلا آثم عليـه ) أو ( من عرف الإمام فليصنـع ما شاء ) وَ هي صيغـه متداوله عند الغلاة الشيعه وَ الطوائف المسيحيـه السريه لكسر المحظورات في الشريعه وَ تحليل الأباحات ؛ وَ ( بيان سمعان ) كان ( تبان : يبيع التبـن ) في الكوفـه ، كان يقـول أن علي بن أبي طالب حل فيه الجزء الإلهي وَ أتحد بجسدهُ ، وَ هذا النور كالنور في المصبـاح ( نفسها الرؤيه النسطوريه لطبيعة المسيح وَ لـ الحلول في السبئيه ) وَ كان يقول بإلوهية الإمام علي وَ أن ( الجزء الإلهي ) هو الذي وُجب السجود لهُ من قبل الملائكه لآدم ، بمعنى أن الجزء الإلهي عند بيان سمعان نفسها رؤيـة الشيعه عموماً لنور الأشباح الخمسـه التي صارت في صلب آدم ؛ وَ يقول أن ( علي ) يظهر ببعض الأزمان ، وَ تأويلهُ للآيه " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ " المقصـود بالله في الآيه ( علي ) ، وَ معبود بيان سمعان يوُصف أنه ( نور ) على صورة إنسان يفنى كلهُ إلا وجههُ (١٣٤) (١٣٥) (١٣٦) وَ الفرق الشيعيـه كما يذكر ( أبي الفتاح الشهرستاني في الملل وَ البغدادي الفرق بين الفرق ) أول وَ أقدم من ظهر عندهُم معتقد ( التجسيـم / التشبيـه . Anthropomorphism ) لله ، وَ الذي صُور كـ ( إنسان نوراني شبحي . Photeinos Anthropos ) لذلك نرى في أحاديث الإماميه صدى لفكر ( بيان سمعان ) أن الأئمه هُم ( وجه الرب . Face of God ) ، ففي حديث موصول بالأمام أبي جعفر الباقر يقول : .. نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركُم وَ نحن عين الله في خلقـه وَ يده المبسوطه بالرحمه على عباده .. (١٣٧) وَ هذا ( التجسيم ) الذي سيدخل معتقـدات الحشويـه وَ الأشعريـه وَ حتى المالكيـه على ظاهرهُ حيث قال ( مالك بن أنس ) عن أستواء الله على العرش معلوم وَ الكيفيـه مجهوله وَ الإيمان به واجب وَ السؤال عنهُ بدعه ! وَ هذا قول ( أحمد بن حنبل ) وَ ( سفيان الثوري ) وَ مثل قول أتباع ( أبي عبدالله بن محمد بن كرام ) المتأثر بالمتكلم الشيعي هشام بن الحكم الذي سيتم ذكرهُ لاحقاً ، أنهُ جوز على الله الإنتقال ، التحول ، النزول ! (١٣٨)
وَ نهاية ( بيان سمعان ) أن قُبض عليـه من قبل الوالي الأموي ( خالد القسري ) وَ قتلهُ وَ صلبهُ ثم أحرقهُ مع خمسة عشر من أتباعهُ شدهُم في قصب وَ صب عليهُم النفط وَ أحرقهُم (١٣٩)
( الجناحيـه ) :
أتباع ( عبدالله بن معاويـه ذي الجناحيـن ) وَ هُو هاشمـي طالبي النسب ( عبدالله بن معاويـه بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب ) وَ قد أتبعهُ طائفه شيعيه تتركز في المدائن تُسمـى ( الحارثيـه ) يقولون ( من عرف الإمام فليصنـع ماشاء ) وَ أيضاً أتبعهُ قوم من أتباع ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) الكيسانـي ؛ قال أن ( روح الله ) تتنقل فقد كانت في ( آدم ) ثم ( شيث ) وَ دارت في الأنبياء ثم في الأئمه ( علي ) ( حسن ) ( حسيـن ) حتى صارت في ( عبدالله بن معاويـه نفسـهُ لذلك قال أنهُ ( رب ) وَ كان يُحي الموتى ، فعبـدهُ شيعتهُ ، وَ قد قال بتحريم الختان
وَ أستحلوا الخمر وَ الزنا وَ أسقطوا واجب العبادات لأن العبادات كنايات رجال تجب مولاتهُم من آل البيت ( مثلاً الصلاة معناه علي لذلك تعني وصالهُ ) ، أما المُحرمات كنايات لـ ( ابوبكر ، عمر ، طلحه بن الزبير ، عائشـه ) ؛ وَ كان يرى أن ( العلم ) ينبت في قلبـهُ كما تنبت العشبـه ، وَ أن الأرواح تتناسـخ حيث قال أن الناس لا يزالون يولدون وَ يموتـون أبدا وَ ( الأخره ) في السماء لمن صار اليها بالعمـل الصالح ، وَ الأرض كبطـن الحوت لمن صار اليها بالعمل السيء ، وَ أنه من يبلغ نهاية الإمتحان تسقط عنهُ المحنه فالعبد المُمتحن تحت التكليـف وَ الشريعه هو ( ملطخ ممزوج ) لذلك يُختبر أما إذا نُقي وَ هُذب فكل حرام على غيرهُ ( حلال ) عليه ؛ وَ يقول انه وَ خواصهُ يتعارفون في أنتقالاتهُم في كل جسد صاروا فيـه وَ قد كانوا في ( سفينة نوح ) وَ مع الأنبياء في زمانهـم وَ مع محمد في زمانهُ لذلك يسمُون أنفسهم ( أصحاب النبي ) وَ ذلك معنى قول ( علي بن أبي طالب ) : الأرواح جنود مُجنده فما تعارف منها أئتلف وَ ما تناكر منها أختلف ؛ وَ تأويلهُم للآيه " وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " تشير الى الترقي من ( المسوخيـه ) الى ( الأنسنه ) بمعنى لا يدخل سم الخياط إلا بتغير خلقتهُ وَ تبدلهُ من حاله الى حاله حتى يصبح كـ ( البقه ) فيدخـل حينها سم الخياط وَ إذا خرج منهُ دخل الجنه أي رُد الى الأبدان الإنسيـه ، فالجناحيـه لا تؤمن بنهاية العالم بل أن الحياة مجرد دورات تناسخ وَ ولاده وَ موت أبديه بلا نهايـه ..! (١٤٠) (١٤١) (١٤٢)
( المغيريـه ) :
أتباع ( المغيره بن سعيـد العجلي ) من ( عجل ) أحد عشائر قبيلة ( بكر بن وائل ) العربيه وَ كانت ( عجل ) من العشائر العربيـه التي تعيش أطراف الحيره ؛ وَ كان المغيره بن سعيـد من ( المُحمديه ) المؤمنيـن بمهدويـة ( محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن إلي طالب ) الذي غاب في ( جبل حاجـر ) وَ هو المعروف عند الشيعـه بـ ( النفس الزكيـه ) وَ كان المغيريـه من المُنتظرين لرجوع ( محمد بن عبدالله ) الذي قتلهُ ( عيسى بن موسى ) بإمرة الخليفـه العباسي ( ابو جعفر المنصُور ) ، حيث قال المغيريـه الذي قتلهُ ( عيسى بن موسى ) لم يكن محمد بل شيطان تجسـد بصورتهُ وَ هذا المعُتقد كما تقدم أعتقد به السبأيه في علي أنهُ لم يقتل لكن شيطان تجسـد بصورتهُ ، أو قول أتباع محمد بن الحنفيـه أن الُقي شبه بن الحنفيه في صوره شبحيـه أما هو توارى عن الخلق برضوى ، وَ هذا المُعتقد موروث من الهرطقه المسيحيـه ( الدوسيتيـه . Docetism ) وَ الذي يرتبط بشبحيـة الإمام وَ رجعتهُ ليملأ الأرض عدلاً ؛ وَ من أصحابهُ الفقيه الشيعي الكوفي تلميذ الأمام الباقر ( جابر الجعفي ) ، وَ قال المغيـره أنهُ وصي الأمام ( محمد الباقر ) وَ قال بمهدويتهُ وَ يقال أنهُ لعنتهُ جماعة شيعـة جعفر فكان يلقبهُم المغيره بـ ( الرافضه ) ؛ كان المُغيره يدعي أنهُ يعلم الأسم الأعظم وَ أنهُ يُحي الموتى وَلهُ معارف في المخاريق وَ النيرنجات وَ يقول بالتناسـخ ، وَ قال معبـودهُ من نور لهُ أعضاء على عدد حروف ( ابجد ) وَ لهُ جوف وَ قلب تنبـع منهُ ( الحكمـه ) وَ يوصف أنهُ رجل من نور على رأسه تاج وَ تاجهُ هو الأسم الأعلى وَ من عرقه خلق بحران ( بحر عذب نير ) منهُ خلق الشيعه ، وَ ( بحر مُظلم مالح ) منهُ خلق أعدائهم ؛ وَ قال أن ( محمد ) خُلق في عالم ( الأظله ) وَ عرّض ( الأمانه ) على الناس وَ السموات وَ الأرض وَ هذه الأمانه ( ولاية علي بن أبي طالب ) فقام عمر وَ أبو بكر فتعهدا بحمل الأمانه إلا أنهما غدرا به فنزلت الآية " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ " وَ قال الشيطان هُو عمر ؛ وَ رؤيـة المغيره الإلهيه كثيراً ما قُورنت برؤية ( ماركـوس . Marcus ) المسيحي الڤالتيني ، فطبقاً للأسقف ( ايرنئيوس ) أن النظام الكوني معتمد على الحروف الأغريقيـه وَ القيمه العدديه لكل حرف ، فالأول الغير قابل للتصُور شاء أن يفعل فعل ( اللفظ ) لأعطاء شكل ( Form ) للأشكال الغير قابله لتصُور ففتح فمهُ وَ أرسل صعوداً ( الكلمه ) ( Arche . الأصل ) التي تحتوي على أربعة حروف ( Tetrad : أربعه بالأغريقيه ) وَ الذي تفرعت منها الحروف التي شكلت العالم بصورة إنسان ( Alpha . Omega ) الرأس ، ( Beta . Psi ) الرقبـه .. ( Nu . Mu ) القدمين (١٤٣) (١٤٤) وَ يذكر أبي الفرج الجوزي ، أن اليهُود معبودهُم رجل من نور على كرسي من نور على رأسـُه تاج من نور لهُ أعضاء كما الآدميين وَ من ذلك قولهُم ( عزيز ابن الله ) (١٤٥) وَ هذا المُعتقد من المدرسـه اليهوديه ( الموشكانيـه ) التي ظهرت في الفترة الإسلاميه وَ المُتفرعه عن المدرسه اليهوديه ( اليوذعانيـه ) التي ازدهرت في فارس ، التي تقُول أن للتوراة ظاهر وَ باطن ، تنزيل وَ تأويل وَ أن ظهور الله في التوراة بواسطة ملك لأنهُ لا يجوز وصف الباري ، لذا من كلم موسى في شجرة العليقه هُو هذا الملك ، طلع الله على السحاب المقصود به هذا الملك ، أستوى على العرش ، هذا الملك مجهول الأسماء وَ الذي يظهر بظهورات وَ تُلقى عليه الأسماء ؛ وَ هذا الملك أشبه بـ ( شبح . Spirit ) بلا أسم وَ لا صوره يحدانهُ ؛ وَ بلا شك أن هذه المدارس اليهـوديه هي المنبـع الأولي لمدرسـة ( الكابـالاه . קַבָּלָה ) التي ستزدهر في عصر النهضـه في أوروبا وَ التي ترى أن ( اللانهائي . Ain Sof ) الغير موصُوف تجلى بصُور آدمي ( آدم قدمون . Adam Qadmon ) آدم الأولي وَ المُشكل من عشرة ( سيفيـروت . Sefirot ) أي عشرة أعداد وَ التي ترتبط بعضها ببعض عبّـر ( ٢٢ حرف ) عدد الحروف العبريـه وَ أعلى سيفيـروت هو التاج الأعلى ( كيتر عليـون . Kether Elyon ) وَ يتدرج حتى السيفيـروت العاشر الأنثوي ( شخينـاه . Shekhinah ) أو تُسمى ( عتراه . Atarah ) وَ التي هي مركز ديانة بني إسرائيل (١٤٦) وَ هذا التارج الأعلى بمُعتقد المغيره بن سعيد هُو ( الأسم الأعظم ) أو ( الأسم الأكبر ) الذي أدعى معرفتهُ ؛ وَ هذا الأسم ذُكر في حديث عن ابن سنان ، عن ابا الحسن الأمام الرضا : .. أول ما أختار الله لنفسـهُ : ( العلي العظيم ) لأنهُ أعلى الأشياء كلها ، وَ معناهُ الله وَ أسمهُ العلي العظيم هُو أول أسمائهُ علا على كُل شيء (١٤٧) وَ قد وجد الشيعه قديماً وَ لاحقاً السلوى في أسم ( العلي الأعلى / العلي العظيم ) ، أسناداً الى زيد بن قنعب : عند ولادة علي ،عندما همـت فاطمة بنت أسد الخروج من الكعبـه هتف هاتف وَ قال سمـه ( علياً ) وَ العلي الأعلى يقول أني شققت أسمهُ من أسمي (١٤٨) وَ هذا الأسم أعُطي طابع سحري فـ ( بيان سمعان ) زعم أنهُ يعرف ( الأسم الأعظم ) الذي يهزم به العساكـر وَ يدعوا ( الزُهره ) فتجيبـهُ وَ البيانيـه عندما أنكرت وصاية ( اباهاشم ) ابن محمد بن الحنفيـه طلبت منهُ آيه فدعا أن تقع ( الزُهره ) في كفه فسقطـت وَ يقولون فنظرنا إذ هي تتوقـد وَ مكانها خالي في السمـاء ؛ وَ يقول المغيره بن سعيد بالأسم الأعظم يُحي الموتى وَ يهزم الجيوش (١٤٩) (١٥٠) وَ عندما حُجز ( الحسيـن بن منصور الحـلاج ) فُتشت بيوت أتباعهُ فوجدت رسائل مكتوبه برموز سريـه تدور حول أسم ( علي ) وَ بعض أسماء الله الحُسنى (١٥١) وَ يقول العرفاني الأمامي الحافظ رجب البرسـي : ( الأسم الأعظم ) هُو القائم بالأسرار الإلهيـه وَ النقطـه الذي أدير عليها فرجار النبـوه على باطن الدائره وَ ( علي ) الأسم الأعظم الذي تنفعـل به الكائنات ؛ وَ أسم علي الأعظم ( أكسير . Elixir ) يُحول الحجر الى ذهب وَ الظلمه الى نور ؛ وَ كما ارجع المغيره بن سعيـد ( الشيعه ) الى البحر النير الذي خُلق في الملأ الأعلى ، كذلك البرسي أرجع أسم ( شيعـه ) الى الأتصال بالأسم الاعظم ( علي ) النقطـه باطن الخلقـه الذي وُصف كـ ( شعاع نور ) (١٥٢) وَ هذه الرؤيـه كالأفلاطونيـه المُحدثه حيث جميـع الآلهات تتحد مع الإله الأول كـ ( أشعه . Radius ) بمنبـع نورها ، كأشعه الشمس الهابطـه من منبعها ( الشمس ) ، وَ هذا الشعاع الأولى كالنقطه بمركـز الدائره (١٥٣)
( المنصُوريـه ) :
أصحاب ( ابو منصُور العجلي ) من أهل الكوفـه من ( عبدقيس ) أكثر القبائل العربيـه تأثراً بالثقافـه الفارسيـه ؛ قال أن الأمامه دارت في أولاد علي حتى صار الى الأمام ( محمد الباقر ) وَ الذي أدعى أنهُ خليفتـهُ وَ قد أله ( علي ) وَ قال هُو الكُسف الساقط من السماء المذكـور في الآيه " وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ " فكان يقُول أن ( السمـاء ) آل محمد وَ ( الأرض ) الشيعـه وَ ( الكُسف ) الغيث الذي يروي به الأرض / الشيعه لذلك زعم ( ابومنصُور ) أنهُ صعد الى السمـاء وَ مسح ربهُ عليه بالزيت وَ ناداهُ بالفارسيـه ( پسر ) بمعنى ( بُني ) لذلك صار هُو الكُسف / الغيث للشيعه وَ الأرض وَ قال أن الله أتخذهُ خليلاً وَ رسولا ، حيث كان يرى أن رسُل الله لا تنقطـع أبدا ، وَ قد كان يقـول ( الجنه ) هُو أمام الزمان أما ( النار ) عدو الأمام وَ أيضاً قالوا ( الجنه ) نعيم الدنيا وَ ( النار ) محن الناس في الدنيا ؛ وَ مقصودهُم النار هي حِمل الفرائض وَ المُحرمات أما الوصول الى الجنه عبر ( المعرفه . Gnosis ) وَ التي تتجلى بإمام الوقت بذلك يسقط التكليـف وَ يبلغ الكمال وَ تسقط المحظورات وَ المحرمات فقد كانوا يقولون ( إننا بستان الله ) وَ أباحوا النكاح العبثي وَ أبطلوا المواريث وَ الطلاق وَ الصلاة وَ الصيام وَ الحج التي هي ( أسماء رجال ) يستوعبها الإنسان بالمعرفه وَ ليست فعل يُكلف به الإنسان ؛ وَ كان يرى أن الناس ممزوجون من ( نور ) وَ ( ظلمه ) وَ كان يبيـح أغتيال مُخالفيـه وَ لعل شهرة المنصوريـه بالأغتيال للمخالفين لها أرتباط بثنائيتهُ عن ( النور ) وَ ( الظلمه ) وَ هُو أغتيال تطهيري كما لدى ( الديصانيـه ) لكُون نور الباري أختلط بطينة العالم المُظلمه فإنهم لذلك يغتالـون الناس وَ يخنقونهُم زاعمُون أن ذلك تخليـص لـ ( النور ) من الظلمه ، فتكاثر الناس عند الغنوصيين العامل الأول لتكاثر الظلمه وَ خفُوت النور وَ كون أغلب الناس من الجُهال يقول ( ڤالنتيوس . Valentinus ) المسيحي الغنوصي الذي تفرعت منهُ الديصانيـه ( أن العالم يدين بخلقـهُ وَ سيرورة وجودهُ الى اليوم لـ ( الخطيئـه ) وَ ( الجهل . Agnosia ) (١٥٤) وَ كان ابو منصُور يقُول أن الله بعث مُحمد بالتنزيـل وَ علي بالتأويل ، وَ أعتقدوا أن ( عيسى ) أول الخلق ثم ( علي ) وَ كان يمين الحلف لديهُم ( لا وَ الكلمه ) وَ الكلمه المقصـود به المسيح ؛ وَ قد انتهت حياتهُ بصلبـهُ أيام والي العراق الأموي ( يوسـف بن عمر الثقفي ) ؛ وَ تابع مذهبـهُ ابنهُ ( الحسيـن بن أبي منصُور ) وَ الذي صار لهُ أتباع كُثر فقتلهُ الخليفه العباسي المهدي وَ قتل جماعه معهُ (١٥٥) (١٥٦)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق