الصفحات

الخميس، 7 نوفمبر 2019

نُبذة مبسطة عن الباطنية

تعريف الباطنية :
سمُـيوا ( باطنيـه ) لأعتقادهُم أن لظواهر القرآن وَ الأحاديث ( بواطن ) ، وَ هي عند العقلاء رموز وَ أشارات الى ( واقـع خفي . Hidden Reality ) ، حيث ( الظاهر ) أغلال تتمثل في تكليفات الشرع ، أما في الباطن درجة بلوغ الكمال (١٥٧) ؛ وَ الظاهر بمرتبـة ( الجسد . Soma ) الذي هو سجن لما هُو ( جوهري . Ousia ) لذلك رجح الباطنيـون كفة ماهُو جوهري متخفي على ماهُو ظاهر مُتجسـد ، وَ الذي وقف عندهُ السلـف أي رجال الدين التابعيِن للمدرسـه الصفاتيـه التي تُنسب اليها طائفة أهل السنه وَ الأجماع وَ التي توقفت على الظاهر الجسداني وَ امتنعت عن الخوض في الباطن . وَ رجُوعاً للمدرسـه الباطنيـه فهِي تُعتبر وريثة ( الثيولوجيـا القديمه . Prisca Theologia ) التي أرتبطت بالمدرسـه الأفلاطونيـه وَ الذي في محاوراتهُ أعتبر أن الأساطير مجاز / رمز لـ ( تاريـخ روحي . Spiritual History ) يكمـن معناهُ خارج عالم الظلال الذي نعيـش فيه داخل الكهـف ، وَ هذا ماسيذكرهُ الأنجيل المنحُول ( Gospel of Philip ) عن الحقيقـه التِي يقُول عنها : لا تهبـط للعالم عاريـه لكن تحُجِـب نفسها بـ ( نماذج . Types ) وَ ( صُور . Images ) ؛ وَ على هذا الأساس فإن الباطنيـون لم يتُوقف أعتقادهِم بالبُعد الباطني للنص القرآني فقط ، بل أمتد أيضاً للامام نفسـهُ الذي صار ( شبحاً ) بحيث صورتهُ المُتجسـده من لحم وَ دم لم ينُظر إليها إلا كوهم مثلما كان اعتقاد أصحاب مُعتقد الـ ( دوسيتيـه . Docetism ) المسيحيين بالمسيـح ..! أصل الحركـه : تمـركزت الدعوة الباطنيـه على عدة رجال وَ أنتظمت كحركه سريـه في سجن والي العراق ، حيث هناك التقى أحد موالي وَ تلميذ الأمام جعفر الصادق وَ الباقر المدعُو ( عبدالله بن ميمون القداح ) بالشعوبي الفارسي ( محمد بن الحسيـن الدندان ) وَ التقائهُما في السجـن كان بداية تأسيس مذهبهُم السرانِي ، الذِي ظل دعَوه بالسر ، فيظهر عبدالله بن ميمون لاحقاً في سواد الكوفـه حيث هناك يلتقـي بأكار / بقار نبطي / كلداني في قريـه تعرف بـ ( قـس بهرام ) يُدعى ( حمدان أشعث ) وَ يلقب بـ ( كرمتيـه ) أو ( قرمطويـه ) لقب تميـز به لحمره في عينيـه وَ الكلمه بالنبطيـه تعني ( حاد العين ) وَ خففت لاحقاً الى ( قرمط ) وَ هُو من تنسب إليه الحركـه الباطنيـه القرمطيه ، فدعاهُ ابن ميمون الى مذهبـهُ ؛ وَ يُذكر أن عبدالله وَ حمدان قرمط كلاهُما كانا عارفيـن بعلم النجوم وَ من أهل الفلسفـه الذين عرفوا جميـع المذاهب وَ كذلك الشعوبي ( محمد بن الحسيـن الدندان ) الذي التقى فيه عبدالله بن ميمون في السجن كان حاذقاً بعلم النجُوم وَ قد رأى أنتقال المثلثـه من برج العقرب الدالـه على المله الى برج القـوس الدال على ديانة الفرس ( المقصُود الباطنيـه ) وَ من هُنا بدأت حركة تبشيرهُ بالدعوة السرية . أما حمدان قرمط كما يذكـر ( أبي منصور البغدادي ) فنبطي من صابئة حران التِي عُرفت ديانتهُم بالتستُر وَ الكِتمان وَ التِي لا يَظهُروها إلا لمن كان منهُم وَ كانوا ممِن ينكرون الشرائع وَ يبجلون الفلاسفه كـ ( أفلاطون الإلهِي ) على وجه الخصُوص ، وَ صابئة حران معتَقداتِهُم كانت خليط من المُعتقد الكلداني أو المنسوب لبلاد الرافديـن القديم كتقديسهُم لـ الإله ( سين ) القمر وَ ( تاوز ) الذين كانوا يبكون عليـه على حادثة طَحِن ضلوعه في ( ١٥ تموز ) ، محتفظيِن بها جنباً إلى جنب مع لغتهُم السريانيـه ، ممتزجاً بخليط الثقافة المعرفية اليِونانية التِي أجتاحت حران بقوة خصوصاً الهرمسيـه وَ الأفلاطونيـه منها ، لكُونهُما تتناسبان مع بنُية الفكر الكلدانِي ؛ وَ لسبب معتقداتهُم المثالية التجسيدية قُرن أتُهام لهؤلاء الصابئه الحرانيُون بـ ( عباد أصنام . Idolaters ) حيث كانوا يبجلُون الهياكـل وَ الكواكب وَ يجسدوُنها ؛ وَ مراقبة الكواكِب وَ أرتباطها بحركات عالم الكُون وَ الفساد وَ أحداثهُ ظهر جلياً لاحقاً لدى الباطنيُون وَ القرامطة ، فتلمِيذ حمدان قرمط المدعُو ( ابوسعيـد الحسن بن بهرام الجنابي ) وَ ابنهُ ( ابوطاهر سليمان بن الحسـن الجنابي ) من ( جنابه ) بفارس وَ الذان تغلبا ناحية البحريـن على أهل القطيف وَ الأحساء وَ كانا كلاهُما فيلسوفان وَ لهُما علم بالنجوم ؛ هجَم ثانيهُما على الكعبـه في سنة كانت سنة ( تناثر النجوم ) (١٥٩) فقَد علل فعلـهُ بقولـهُ في قصيدةَ لهُ : إذ طلع المريـخ في أرض بابل .. وَ قارنهُ النجمان فالحذر الحذر السـتُ أنا المذكـور بالكُتب كلها .. الست أنا المبعوث في سورة الزمر ! وَ عن إنكار الشرائع لديهِم يذكر ( البغدادي ، الفرق بين الفرق ) رسالة ذات طابع صابئي حراني كانت مِن ( عبيدالله بن الحسين القيرواني ) الى ( سليمان الجنابي ) يذكـر فيه عن كشف الدعوه ( ... فمن آنست منهُ رشداً فأكشف لهُ الغطاء ، وَ إذا ظفرت بالفلسفي فأحتفظ به ، فعلى الفلاسفـه معُولنا ، وَ إنا و اياهُم مجمُعون على رد نواميـس الأنبياء وَ القول بقدم العالم ) . أما نهاية وُجود القرامطه بساحل خليج فارس فينتهِي بعدما قتلت أمرأه من ( هيت ) ابوطاهر سليمان الجنابـي ، بعدها بدأت تضعف قوة القرامطه إلى أن تلاشت ، لكن أتباع القرامطه بنوا على قبر ( ابوسعيـد الحسـن بن بهرام ) طائر من جص وَ قالوا إذا طار هذا الطائر خرج ابوسعيـد وَ جعلوا عند القبر فّـرس وَ كانوا يصلُون عليـه (١٦٠) (١٦١) (١٦٢) أما الحركة الباطنيـه كانت تتخفى حيناً وَ تظهر حيناً أخر ، وَ قد ظهرت في أوج مراحلها في فارس مع الإسماعيليه النزاريـه بقيادة الحسن بن صباح وَ التي كانت نهايتها عند الأجتياح المغولي لفارس . وَ بذكر الباطنِية ينبغِي أن نرجع قليلاً الوراء حيث جذوُرٌها المُنبثقة من رجُل يُدعى ( ابي الخطاب الأسدي ) ( الخطابيـه ) : أتباع ( ابي الخطـاب محمد بن ابي زينب الأسدي ) من موالـي بني أسد وَ تلميـذاً مُقرباً للأمام جعفر الصادق ، وَ قد قال أن جعفر الصادق علمـهُ ( الأسم الأعظم ) وَ انهُ رأى جعفر الصادق على الحقيقـه ، حيث يروي أنهُ رأى جعفر الصادق في الحجر جالسـاً فقلت لهُ : ياسيـدي ارني نفسـك في عظمتـك وَ ملكُوتك ، فقال لهُ اباعبدالله : أولم تؤمـن ؟ قال : بلا لكـن ليطمئـن قلبي ، فبسـط يدهُ على الأرض فإذا السمـوات وَ الأرضون وَ الخلائق في قبضتـهُ ، وَ هذه الرؤيـه لأبي الخطاب ترفعـهُ عن باقي أصحاب الأمام الصادق وَ الباقر لأنهُ يُذكر عن ( عُمر بن حنظلـه ) وَ ( عمار الساباطي ) حيث الأول دخل على الأمام الباقر وَ الثاني على الأمام جعفر الصـادق أنهُما دخلا دار الأمام ليخبـراهُ عن سر الأسم الأعظم ؟ فوضـع الأمام يدهُ على الأرض فصار البيت يدور وَ أظلم فأرتعد فرائص كُل واحداً منها فقالا ( جعلت فداك حسبي لا أريـد ذا ! ) (١٦٣) لذلك أدعى ابي الخطاب أن ( الأئمه ) آلهه وَ هُم أي ابي الخطاب وَ أتباعهُ ( ابناء الله وَ أحباؤهُ ) ؛ وَ هي رؤية كانت رائجة لدى فرق جعفريـه أخرى ، كأتباع ( السرى الأقصم ) الذين قالوا أن ( جعفر الصادق ) هُو الإسلام وَ الإسلام هو السلم وَ السلم هُو الله ( بذلك جعفر هُو الله ) وَ قالوا هم ( بنو الإسلام ) بمعنى ( أبناء الله وَ أحباؤهُ ) ؛ وَ قال ابي الخطاب أن جعفر الصادق ليس ذلك ما تراهُ ( الشيعه المُقصره ) وَ أن من يدركهُ بالنورانيـه فقط أهل ( الصفُوه ) ؛ أما أهل الجحُود يدركهُ بالبشريـه اللحمانيـه الدمويه ، وَ أن جعفر الصادق يتصور في أي صـوره شاء وَ يذكرون أن رجُلاً سأل ( جعفـر الصادق ) مسأله في المدينـه فأجابهُ فيها ثم أنصرف الى الكوفـه فسأل ( ابي الخطاب ) عن المسأله فقال أبي الخطاب : أولم تسألني عن هذه المسـأله في المدينه ! وَ كان من اتباعهُ ( بزيـغ الحائك ) وَ ( معمـر الاحمر ) ممِن يؤمنُون أن الله ( نور ) يدخـل أبدان الأوصياء فيحُل فيهُم وَ كان النور في جعفر الصادق فأخرجهُ الى بدن ابي الخطاب فصار جعفر الصادق من الملائكـه وَ عندما خرج النور من ابي الخطاب الى معُمر صار أبو الخطاب من الملائكه وَ هذا معنى أن ( النور ) يتناسـخ ، لذلك أتباع مُعمر كانوا يسجـدوُن اليه ؛ أما ( القوالب ) التي تسكنها هذه الروح لا تموت وَ لا تفنى وَ لا تخرب بل تتحول الى ملائكه وَ يرفعون الى السماء بإبدانهُم وَ أرواحهُم وَ قال توضع للناس أجساداً شبه أجسادهُم ، وَ أنهُم يرون أمواتهُـم بكرة وَ عشيـه ، لذلك قالوا عندما قتل ( عيسى بن موسى ) عامل ابوجعفر المنصـور في الكوفـه ابي الخطاب وَ أصحابه الـ ( ٧٠ ) قالوا أن من قتلهُم وَ حز رؤسهُم ابو جعفر المنصُور مُجرد أشباه وَ ليسوا حقيقـه ! وَ الخطابيـه وَ فرقها كانت من الفرق الأباحيـه ، فقد قالوا الفرائض رجال تجب طاعتهُم وَ المعاصي رجال تجب مخالفتهُم ، وَ أباحوا المحظورات كُلها من زنا ، لواط ، سرقـه ، شرب خمر وَ تركوا الصلاة وَ الزكاة وَ الصـوم وَ الحج وَ التي أعتبرها ( أغلال ) وَ قال " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ " وَ قال مُعمر الأحمر أن ( الجنه ) النعمه وَ ( النار ) النقمـه وَ أن الدنيا لا تُفنى ، وَ هذا قول كان مُتعارف بين الغلاة منهُم السبئيـه الذين تكلموا بتناسـخ الأرواح ، الأدوار ، وَ الأكوار وَ التي ( القيامه ) لديهِم معناها خروج البدن وَ دخولهُ بدن أخر وَ البدن هُو الجنه وَ هو النار وَ قد نسبوا هذه العقائد بإنهُ تحدث بها ( جابر بن عبدالله الأنصـاري ) وَ ( جابر بن يزيد الجعفي ) ؛ وَ فِي المراسلة من ( عبيدالله القيرواني ) الى ( سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي ) يقول : ( ... أوصيـك أن تدعوهُم الى القول بإنه قد كان قبل آدم بشر كثير فإن ذلك عُون على القول بقِـدم العالم ) (١٦٤) (١٦٥) ---------- ١٥٧) مصدر رقم (٢١) ١٥٨) مصدر رقم (٤٥) ١٥٩) Man and His Symbols . Carl G . Jung ١٦٠) الأمامه و البصره . ابن بابويه القمي ١٦١) مصدر رقم (٤١) ١٦٢) مصدر رقم (٤٥) ١٦٣) مصدر رقم (٥٢) ١٦٤) مناقب آل أبي طالب ، جزء ٤ ، ص٢٠٤ ، ص٢٦٦ ١٦٥) مصدر رقم (45)

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

الخامُوس وَ الإنسان الإلهي لدى الشيعة ، الخيميائي ( الشلمغاني ) نمُوذجاً


عقيـدة الأشبـاح الخمسـه وَ حلوليـة أبي العزاقر الشلمُغاني غلاة الشيعة : بعد قتال البصـره ( معركة الجمل ) أتى الى علي بن أبي طالب ( سبعُون ) رجُلاً من ( الزط ) أدعوا آلوهيتهُ وَ سجدوا لهُ فأوقد فيهم ناراً (١٨) وَ هؤلاء القُوم المدعُون بـ ( الزط ) يرجِع أصلهَم لبلاد ( السنـد ) ضمِن النطاق الـ ( ساساني ) ، وَ قد كانوا حيِنها نازحين الى مناطق سواحل خليـج فارس وَ الذين سيعرفون لاحقاً بأعمال التمرد في فتره حكُم بني العباس وَ الذين سيتم تشتيتهُم من أراضيهم على أمتداد الخليج إلى أوروبا وَ أسبانيا (١٩) وَ كذلك في البصره القى علي بن ابي طالب ( خطبة البيان ) وَ التي كانت بصيغـة سرد يُطلق عليه بالـ ( Aretalogy ) حيث فيه يسرد التجلِي الإلهي فضائلهُ العُظمى في الخلق ؛ فقد قال فيها ( أنا قطب الأقطاب ، أنا مهدي الآوان ، أنا عيسى الزمان ، أنا وجه الله ، أنا أسد الله ) وَ أيضاً خطب هُناك خطبتهُ ( التطنجيـه ) التي يقـول فيها ( أنا صاحب الخلق الأول قبل نوح الأول ... أنا صاحب الطوفان الأول ، أنا صاحب الطوفان الثاني ، أنا صاحب السيل العرم ، أنا صاحب الأسرار المكنونات ، أنا صاحب عاد وَ الجنات ... أنا الأول وَ الأخر ، أنا الظاهر ، أنا الباطن ، أنا مع الكور قبل الكور ، أنا مع الدور قبل الدور ، أنا مع القلم قبل القلم ، أنا مع اللوح قبل اللوح ، أنا صاحب الأزليه الأوليه .. أنا مدبر العالم الأول حيث لا سماؤكُم هذه وَ غبرؤاكُم ) فقام اليه ( ابن صويرمـه ) فقال ( أنت أنت ) يا أمير المؤمنين بمعنى أنت تجلي الإلوهيه ! وَ تنتهي الخطبه بـ ( أنا الكلمه التي بها تمت الأمور وَ دهرت الدهور ) (٢٠) لذلك زعم صنـف من ( غلاة الشيعه ) بأن علياً عند زوال التقيـه أي بهجرتهُ من المدينة إلى أرض العراق خطب أول خطبهُ وَ قال ( إنا آهل البيت مِن علِم الله علمُنا ، فإن تتبعوا أثرنا تهتَـدوا ببصائرنـا وَ أن تُدبِروا عنا يهلككُم الله بإيدينا ... بنا يخلـع الله ربقـة الغل من أعناقكُم ، الا وَ بنا تفتح وَ بنا تُختم ) (٢١) وَ قد كانت ( الكوفه ) على وجه الخصُوص دار هجرة علياً الباطنيه التِي هجر إليها من كهف ( التقيـه ) أي المدينه (٢٢) وَ هذه الخطب هي بُنيـة المعتقدات اللاهوتيـه عند الشيعه عامةً وَ الغلاة خاصه ؛ فإن علياً في هذه الخطب يظهر كـ ( مسيـح أزلي . Christus Aeternus ) كما عند فرقـة ( الكسائين ) وَ ( الأبيونيين ) اليهو-مسيحيـه وَ التِي فيها كان المسيح الأزلي يتجلى في شخُوص في كل ( دور ) من حركة الزمن لذا فإن المسيـح يُعاد تجسدهُ ( Reincarnation ) تكراراً وَ تبعاّ لذلك فإنهُ لا ختاماً في الوحـي وَ لا أهميةّ للصلب فِي مُعتقداتهِم (٢٣) (٢٤) وَ هذه الفكرة ظهرت في ( الكليمنتات المنحوله . Pseudo Clementines ) من القرن الثالث ميلادي المنسوبه لخليفـة بطرس الثالث على كرسي روما ( كليمنـدس الروماني ) التي فيهـا يقول أن المرسول الحقيقي منذ بدايـة العالم ، يبدل أشكالهُ وَ أسمائهُ ، يدور عبر الأزمان حتى يصل الى وقتـهُ ( ملأ الزمان . Kairos ) وَ يمسـح بنعمة الرب ) (٢٥) لذا يقـول المسيح في ( رؤيا يوحنا ٢٢ : ١٣ ) " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ " وَ في ( يوحنا ٨ : ٥٨ ) قال لليهـود " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ " . وَ هذا معنى ( الكلمـه . Logos ) بأنهُ ( الإله المتجلي . Deus Manifestus ) من ( الإله الخفي . Deus Absconditus ) وَ هذا الأخير هُو الذي لا يُوصف وَ لا يسمى حيث تُنفى عنهُ جميع الصفات ( Via Negativa ) وَ ذلك بحسـب ( البازيليدين . Basilidean ) أن في البدايه كان ( لاشيء ) ؛ هناك حيث اللاوجود ، الآلوهه الغير موجوده ، وَ لا جود أصلاً ..! وَ كما يقول الفيلسوف الأفلاطوني المُحدث ( برقلس . Proclus ) أن الله وجود عدمي " mon being " (٢٦) لذلك يقول الأمام علي في ( خطبـة الذرة اليتيمه ) عن الله ( العدم وجودهُ وَ الأبتداء أزلهُ ) وَ يقول عن الأبتداء الأزلي في الخطبه التطنجية ( أنا صاحب الإزليه الأوليـه ) (٢٧) وَ للمعتقـدين اللاهوتـي المسيحي وَ الشيعي صدى من الكتابات المعروفه بـ ( Hermetica ) أو ما تُعرف بـ ( Hermetic Corpus ) ذات الطابع المصري وَ الأغريقي التي تنسب الى ( هرمـس مثلث العظمـه . Hermes Trismegistus ) وَ التي تقـول فيها بـالإله الغير قابل للأنحلال ، بلا شكل ، وَ غير مرئي ، وَ تقُول من جهة أخرى عن إله فعل الخلق عبر ( الكلمه النورانيـه . Luminous Logos ) وَ أيضاً ظهر ( هرمس ) نفسهُ أحد تجسُدات اللوغوس في ( البرديات السحريه الأغريقيه . Greek Magical Papyri ) كقـوه كونيه وَ خالق للعالم (٢٨) (٢٩) الأشباح الخمسه : في تفسيـر العسكري . ص٢١٧ في عن قصـة آدم " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " أي أسماء الخمسـة ( محمد . علي . فاطمة . حسـن . حسين ) وَ التِي فيها تُسرد روايـه عن الأمام الحسيـن في معسكـرهُ في ليلة العاشـر في كربلاء عندما قال للقـوم ( أنتم حل من بيعتـي ) وَ التي ظل فيها ( الأقربون ) فأخبر هؤلاء عن أول أمرهم أي حقيقة الأشباح الخمسه ؛ فيقُول أن الله عندما خلق آدم وَ علمهُ الأسماء جعل ( محمد . علي . فاطـمة . حسن . حسين ) أشباح خمسه في ظهر آدم كانت أنوارهُم تضيء في الأفاق من السمـوات وَ الحجب وَ الجنان وَ أمر الملائكه بالسجـود لآدم لكونهُ وعاءاً لتلك الأشباح التي عّـم أنوارها الأفـاق ؛ وَ قد نقـل الله الأشباح الخمسه من ذرة العرش الى ظهـر آدم حيث فيه أنطبعت صُور الأشباح كما ينطبـع وجه الإنسان في المرآة الصافيـه فرأى الأشباح هكذا (٣٠) وَ عقيدة ( الأشباح الخمسـه ) معروفـه عند عامة الشيعـه وَ قد سُميت طائفة من الباطنيين بـ ( المخمسـة ) تيمُناً بها ، وَ الذين كانوا من أصحاب الباطني ( أبي الخطاب الأسدي ) وَ الذين كان قولهُم أن الله ظهر في ( خمسـة أشباح ) أو ( خمس صُور ) وَ أن أربعة تلتبس لا حقيقـة لها وَ المعنى شخـص واحد وَ هُو ( محمد ) وَ هُو الذي يتكون في أي صورة شاء بحيث يظهر كـ ( ذكر ، آنثى ، شيـخ ، شاب ، كهل ، طفل ) (٣١) وَ هذا ماجاء مُسبقاً في الأنجيل الأبوكريفي المنسـوب ليوحنا ( The Apocryphon of John ) وَ الذي تُروى أحداثه عند لحظات صلب المسيـح وَ الذي كان بحسب إيمان هذا الأنجيل بأنهُ شبه لهُم وَ لم يصلب على وجه الحقيقـه ؛ وَ الذي كان فيه يوحنا يظهر بحالة أضطراب هارباً بنفسهِ الى جبل لسبب سخرية ( الفريسين ) على تعاليم مُعلمه يسوع ، وَ الذي هناك أي في الجبل أثناء مكوثهِ تنفتـح لهُ السموات فجأة وَ يظهر يسوع بصـورة ( طفل ) بعدها ( رجل كبير السن ) وَ أخيراً ( شاب ) ثم قال ليوحنا ( أنا دائما معك ، أنا الأب ، أنا الأم ، أنا الطفل ) وَ أيضاً في ( The Gospel of Philip ) المنحُول يقـول فيه أن يسـوع مكر على الجميـع فللعظيـم يظهر عظيماً ، للصغير يظهر صغيراً ، الملائكه يظهر كملاك ، وَ للإنسان يظهر كإنسان (٣٢) وَ في رسالة بولـس الى أهل فيلبي ( ٢ : ٦_٧ ) " الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ ، لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ( Kenosis ) ، أخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ ( Likeness ) النَّاسِ " ؛ وَ هذه الرؤيـه التي ترى ( المسيـح يسوع ) مجـرد شبح بالكامل لاحقيقـه ماديه لهُ إلا كتمظهُر هي رؤيـة الهراطقه المسيـح الذين يُطلق عليهِم بـ ( الظاهريون . Docetists ) القائلين بأن المسيـح بدا / شبـه للناس / ظهر ( dokein ) أنه صلب لكنهُ لم يُصلب بحيث أن الصـوره التي تظهر للناس مُجرد ( خياليه . Phantasmal ) لذلك يقـول المسيحي الغنـوصي ( بازيليدس . Basilides ) أن المسيـح قوة لا جسـدانيه ( Virtus Incorpor ) لا شكـل مُحدد لها (٣٣) وَ عند الهرطوقـي المسيحي المنشـق عن الكنيسـه ( مارقيـون . Marcion ) الذي يؤمن بـ ( دوسيتيـه ) هو الأخر قال أن المسيـح لم يُولد من عذراء ؛ وَ أنهُ لا يُولد وَ لا ينمو بل ظهر فجأة في ( مجمع كفر ناحـوم ) بـ ( شبه بشـري ) (٣٤) وَ هذه العقيده ظهرت مُبكراً في المعتقدات الشيعيه بل كانت وَ لا زالت مُعتقد أساس في المذهب عن طبيعـة الأئمه ؛ وَ في المخطوطة المُسماة ( أم الكتاب ) المُكتشفه في ( پامير ) في طاجكستان بعد تمدد الأمبراطورية الروسيه في القرن التاسع عشر فيها ؛ حصل موظفيـن روس عليها من الطائفه الإسماعيليه هُناك وَ هي مخطوطه مكتـوبه بالفارسيـه على الأغلب من أصل نص عربي وَ هي مخطوطـه موجوده بالخزينه الإسماعيليه لكنها غير مستخدمه عند الطائفه حالها كحال مخطوطة ( الهفت الشريـف ) وَ التي قام بدراستها المُختص بالآداب الإسماعيليـه ( ڤلاديميـر ايڤانوف . Vladimir Aivanov ) وَ الذي عبر عن النص أنه المرحلـة المبكره جداً من تطور الشيعة ؛ وَ هو عباره عن كتاب من ضمن كتب الـ ( Apocryphon ) أي المخفيـه عن العامه وَ تقتصر على الخواص ؛ وَ ما تخبرنا المخطوطة عنهُ بأن أم الكتاب كان كتاباً سرياً في خزينة الأمام أبي جعفر محمد الباقر وَ تظهر ثلاث شخصيات مهمه في المخطوطة ( عبدالله بن سبأ . جابر الجعفي صاحب الأمام المعروف . جابر بن عبدالله الأنصاري الصحابي ) وَ يظهر فيها كذلك أبناً لعبد الله بن سبأ يُسمى ( طالب ) وَ الذي أطلق على مذهبه بمولاتهُ للأمام الباكر بـ ( المذهب الطالبي ) ؛ وَ هذا النص ميثولوجي الصبغة لكن فيه تفصيـل لما خفي عن معتقدات غلاة الشيعـه ؛ فأساس النص يتحدث عن ( الأشباح الخمسه ) أو ( الخاموس / پنجى ) وَ التي هي : ( مزاجى غايتى ) غاية المـزج ، ( دمشى إلهي ) النفس الإلهي ، ( تابشى خورشيدي ) بريق الشمس ، ( وصلت ايزدى ) الوصل الإلهي ، ( نگاهى مؤمنى ) نظر المـؤمن ، وَ هذا الخاموس هو ذاتهُ ( الرب الأزلي / خداونـد جاويد ) وَ الذين خرجوا من ( اللاشيء ) لقولهُ " قل هو الله أحد " وَ كانت الأنوار الخمسه ذات خمسـة الوان كقوس قزح تجلت بشخـص من نور جوارحهُ خمسه ( السمع ، البصر ، الشم ، الذوق ، النطق ) وَ هو مايسميـه البشر ( محمد . علي . فاطمة . حسن . حسيـن ) (٣٥) (٣٦) وَ كان هناك أختلاف بين الشيعـه بين من يقـول أن ( محمد ) هو المعنى للاشباح الخمسـه وَ هؤلاء يسمُون بـ ( ميميه ) وَ منهم من قال أن المعنى ( علي ) وَ هؤلاء يسمُون بـ ( العينيه ) (٣٧) فمن القائلين أن المعنى ( محمد ) أصحاب ( أبي الخطاب الأسدي ) حيث يقولون أنما محمد شبح ظهر كوالد وَ ولد وَ لا هو بوالد وَ لا مولود وَ يظهر في الزوج وَ الزوجه وَ قد كان هو آدم وَ نوح وَ إبراهيم وَ موسى وَ عيسى وَ ظهر في صورة ملوك وَ أكاسرة وَ الذين كان معناهُم جميعاً هُو ( محمد ) الذي يظهر نفسـهُ لخلقهِ في كل الأدوار وَ الدهور داعياً فيها للتوحيد ؛ وَ منهم من جعل أن حقيقه محمد ماهي إلا فاطمة الزهراء وَ هي الرب وَ جعلوا سورة ( التوحيد ) لها فهي واحديـه مهديه ( لم يلد ) الحسن وَ ( لم يولـد ) الحسين وَ لم يكن لهُ كفؤ أحد ؛ كون فاطمه تُذكر الى ( فاطم ) أو ( فاطر ) (٣٨) أما أهم دعاة ( العينيـه ) هي فرقة ( العلبائيه ) أتباع ( بشار الشعيري ) وَ أيضاً يعرف بإسم ( العلباء بن ذراع الدوسي ) وَ يقال ( الأسدي ) وَ سُمي بـ ( العلباء ) لأنه مُسخ لطير يُسمى العلبا من طيور البحر ؛ وَ دعيت فرقتهُ لدى مُعارضيه بـ ( الذميه ) لأنهُ فضل ( علياً ) على مُحمداً وَ فقد كان علياً من بعث مُحمداً ليدعوا لهُ لكن أدعاها لنفسهُ ؛ لذلك يقال أنهُم شتموا محمداً . فيقـول ( بشار الشعيري ) صاحب الفرقـه أن علي هو الرب الخالق ظهر بـ ( العلويـه الهاشميه ) وَ أظهر عبدهُ وَ رسولهُ بـ ( المُحمديه ) وَ أن الأشباح الخمسة حقيقتها ( علي ) (٣٩) (٤٠) (٤١) وَ المُلاحظ أن علي الذي هُو صاحب الأزليه الأوليـه الذي يظهر في الأدوار وَ الأكوار هُو الذي ظهر في خطب كالبيان وَ التطنجيـة ؛ كذلك هُو قول ( النصيريـه ) أن الله ظهر ( بصـورة . Eidolon ) إنسان وَ هُو ( علي ) لأنهُ المخصوص بالسرائر ، في حين محمد بـ ( الظاهر ) (٤٢) اي إن علياً المركز وَ مُحمداً المُحيط ، وَ هذا ما وُرد في رسالة التوحيـد لـ ( علي بن عيسـى الجسري النصيري ) الذي في رسالتهُ كحوار مع شيخـهُ ( اباعبدالله الحسيـن بن حمدان الخصيبي ) يسألهُ عن ( ظهورات المعنى ) في كل قبـه وَ مله وَ عصـر وَ زمان وَ حين وَ آوان ؟ فيقـول الشيخ الخصيبي أنهُ مولانا الأنزع البطين في أزليتـهُ باطن في علمهُ وَ الذي يظهر ( ظهور ذاتي ) في كل عصـر وَ زمان وَ التي هي معنويـه ، ابديـه ، من غير حد وَ لا نعت وَ لا صفه وَ الذي ما يعرفـه البشر عنهُ هو ( الأسم ) فقـط في حين فقط ( آهل الصفا ) بمعنى ( النخبه ) ينظرون الى المعنى بقدر المعرفـه وَ القوة ؛ وَ تذكر الرسالة أن أهل السنه وَ الظاهريون عرفوا فقط ( الأسم ) وَ الذي فصلوهُ عن المعنى وَ تعبدوا لهُ ، بالرغم أن المعنى هُو الأبدي الغير زائل (٤٣) لذلك قال ( المخمسـه ، بشار الشعيري ، وَ رجل يقال له محمـد بن بشير ) أن كل من ينتسـب الى آل محمد مفتري لأن المعنى ( العين ) للأشباح الخمسـه لم يلد وَ لم يُولد جسدانيـاً وَ هؤلاء مدعون الإنتساب هُم من نزلـت فيهم الآيـه " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " (٤٤) أصل مُعتقد الأشباح الخمسة : في مُعتقدات ( الثنويـه . Dualism ) المانويـه أن النور خمسـة أجناس أربعه أبدان وَ الخامس روحها ( نار . ريح . تراب . ماء ) أما روحه هُو ( الشبـح ) ، أو يسمى ( النسيم ) من العبريـه ( نشمه . Neshamah ) ؛ وَ أن النسيم روح النـور الذي تتولد الآلهه وَ الملائكه منـهُ كما يتولـد ( النطـق ) من الناطق (٤٥) (٤٦) وَ ترجمة هذا الشبح أو النسمه أصل الأبدان الأربعة بالفارسيـه الوسيطه ( فروهر . Frawahr ) وَ هو الرمز الإيراني وَ الأشوري وَ الهرمسي المشهُور المتصُور ( بالرجُل المُجنح ) أو العصا المُجنحة رمز العروج (٤٧) وَ فلسفياً هي بالضبط رؤيـة أرسطو الكونيـه بإن ما وراء العناصـر الأربعه يتخفى عنصـراً خامس ألا وَ هُو ( الأثير . Aithēr ) وَ الذي جوهـرهُ مجهول ، شفاف ، ساطـع لا يقبل لا التغير وَ لا الأنحلال بل ( الحركـه الدائريه ) فقط أي الحركة الكاملة لدى قُدماء اليُونان و التِي هي هواء حار كـ ( الروح . Pneuma ) وَ التي ستظهر عند الفيلسـوف الأفلاطوني المُحدث ( افلوطيـن ) بإعتقاده بـ ( الفيوضـات . Emantions ) التي تفيـض جميعها من ( العقل الكلـي . Nous ) النوراني / النـاري (٤٨) وَ قد ناقش علماء الخيميـاء . Alchemy من العصـر الوسيط المُبكر في أوروبا عن ماهيـة ( العنصـر الخامس ) ؟ كالخيميائي ( اورتولانـوس . Ortolanus ) الذي عرف العنصـر الخامس بمصطلح ( Aqua Ardens ) بمعنى أحتراق الماء ؛ أما الخيمايئي ( يوحنا الروكيـوتيلادي . Jean de Roquetaillade ) قال أن العنصر الخامس هُو عنصر يتخـلل كُل شيء ؛ أما ( تومـاس البولونـي . Thomas of Bologna ) فقال أنهُ قوة مشتعلـة وَ مسؤولـه عن تشكيـل أشكال المعـادن ؛َ فإذاً هُو نفسـه ( الماء الإلهي . Theion Hudor ) الـذي ذكرهُ الخيميائي الهرمسي المُبكر ( زوسيمـوس . Zosimos ) الذي رأه في الرؤيـا وَ هُو ماء مغلي في وعـاء لـ ( تحويل . Transformation ) الإنسان الى ( روح ) ؛ وَ الذي كان لـونهُ ( أبيـض مُصفر ) الذي هُو الألوهه ..! وَ قد رأى ( كارل غوستاف يونـغ . Carl G. Jung ) أن هذا الماء المغلي في الوعـاء في رؤيا زوسيمـوس ليس سُوى رمزاً للعقل الكونـي ( Nous ) (٤٩) وَ هذا في الواقـع رمز ( التعميـد . Baptism ) بالنـار كما ذُكر في ( متى ٣ : ١١ ) قول يوحنـا المعمدان : " أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَ( نَار )ٍ " ؛ لذلك نفهـم قول ( السبئيـه ) الذين قالوا أن علياً هُو الإله لذلك أحرق منهُم فقالوا ( الآن علمنا أنك إله ، لأن النار لا يعذب بهـا إلا الله ) بأنها صورة من الغطاس وَ التطهير كما في رؤيـا زوسيمـوس وَ كذلك رمزاً للكبريت ( النار الإلهية ) وَ ( العقل الكُوني ) وَ ( المركز ) في الهرمسية ! معنى الحلـول : إذاً فإن العنصـر الخامـس ( قـوه روحية . Spiritual Force ) التـي منها ( الخيميائي . Alchemist ) أو ( الساحـر . Thaumaturgist ) يكتسـب المعارف الباطنيـه ( Arcanum ) (٥١) لذلك ليس بمُستغرباّ بأن ( الكيمياء ) الذي يُسمى علم الصنعة سـاد عند الشيعـة وَ كثير من الباطنيـن من ( الحكماء ) أي من يتناقلون الحكمـة سراً ؛ وَ قد كان أشهر الكيميائين الشيعـة : ( جابر بن حيان الكوفي ) المعروف بـ ( الصوفي ) ، وَ الراوي عن ( ابن وحشيـه الكلداني / الكسداني ) الصوفي ( أحمد بن الحسين بن علي الزيـات ) ، وَ ( السايـح العلوي الصوفي ) وَ الأهم ( ابن أبي العزاقر الشلمغـاني ) (٥٢) وَ الذي هو بحق النسخـه الشيعيه لسمعان المجوسـي المهرطق المسيحي الأول وَ الذي تحدث عن معنى الحلول وَ فتح باب المحظور وَ التمـرد على الشريعه . أسمهُ محمد بن علي الشلمغانـي من ( شلمغـان ) في منطقـة واسط في العراق ؛ وَ قد أظهر معتقداتهُ أيام السفير الثالث للمهدي ( أبي القاسـم الحسيـن بن روح النوبختي ) بل أن الشلمغانـي أدعى أن تعاليمهُ يرجِع أصلها لـ أبن روح نفسهُ ، لكن الأخير نكرهُ وَ لعنهُ لأنه أذاع سر ما هُو مكتوم ؛ وَ قد أدعى أولاً بابية المهدي وَ قد تدرج ليقـول إنهُ ( إله الإلهه ) وَ أيضاً يذكر أنهُ سمى نفسـه بـ ( روح القدس ) و كان معتقدهُ في الحلول بأن الله يحل في كُل شيء على قدر ما يحتمل هذا الشيء لذلك في الدرجة السفلى يوجـد إلهه كثيره كون أغلب الناس تنتمي لطبقـه السفلى وَ أن هناك القله من الصفوة المُتمركزة في المراتب العُليا ، وَ الشلمغـاني ممن تدرج للأعلى حتى وصـل الى القمة لذلك هُو ( إله الإلهه ) لذلك هُو ( الإنسان المتفوق . Superman ) الإله الذي يحتاجهُ الناس ليولـج النور فيهم ؛ وَ لنرى معتقـدهُ في الحلول لنفهم فكرته ، يقول أن الله ( قوة . Force ) أو ( فكرة حيه ) أو خاطرة تنكت في القلب وَ هذه القوة يحل في الضـد وَ المضدود فكما تحل في ( آدم ) تحل في ( إبليس ) وَ يكون الشيطان هو الدال على نور الإله فمثلاً لولا عمر لما عُرف نور علي بن أبي طالب ، لذلك الشيطان هُو الطريق المؤدي الى نـور الله ، وَ أن اللاهوت الإلهي هُو خاموس ( خمسة أنوار ) شذرات تتفرق وَ إذا أجتمعت في رجل يعني أن الله حل فيه ، وَصار إله ، فبعدما تفرقت بعد آدم تجمعت في ( نوح . أدريس . هارون . عيسى . علي بن أبي طالب ) ثم في أولاد علي حتى تجمعت في ( الشلمغاني ) ؛ لذلك نرى في فترتهُ شاب غلام ممن أدعى أن روح علي بن أبي طالب حلت فيه وَ أدعت أمراه تُدعى فاطمه أن روح فاطمة الزهراء حلت فيها (٥٣) وَ أن أمرأه من بني بسطـام أدعت أن السفير الثالث أبن روح قال لها روح فاطمة أنتقلت الى أبنة السفير الثاني أبا جعفر محمد بن عثمان لذلك عظمتها المرأة البسطاميـه وَ أسمتها مولاتنا فاطمة ، وَ قالت أن روح أمير المؤمنين علي أنتقلت الى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي السفير الثالـث (٥٤) وَ هُنا ظهُورات لتجلِي الذكُورة وَ الأنوثة المُكتملة التي نمُوذجها علي وَ فاطمة ؛ لذلك الخلاص يكُون ليس بالإيمان الجامِد لكن معرفة أمام الزمان كما هُو معروف لغلاة الشيعة ، وَ كما هُو مُتجسد في نمُوذج سمعان المجُوسي تجسُد المسيح وَ قرينتهُ هيلينا تجسُد صُوفيا الحكمة ؛ لذا قـال ابن أبي العزاقر الشلمغاني أن ( الجنه ) معرفة الشلمغانيـه وَ معرفة ابن أبي العزاقر وَ ( النار ) هوُ جهلهُ ؛ وَ كانت معرفتـه تكون عبر ( التناكـح ) أي بإرتباط روُحي إيروسي ، وَ ذلك ليولـِج النور الذي فيه في أتباعهُ ، كون الشلمغاني هُو الفـاضل وَ تابعهُ هُو المفضـول ؛ وَ كان ابن أبي العزاقر يعتبر أصحاب الشريعة ( موسى ) وَ ( محمد ) خائنين الأول خان هارون وَ الأخر خان علياً وَ أن علي أمهل مدة شريعة محمد عدة سنيـن أصحاب الكهف ( ٣٥٠ ) بعدها تنتقل الشريعـه للأباحه وَ تسقيط الفروض حيث كان الشلغمانيـه يتنكاحون بلا عقد زواج وَ أبطلوا العبادات من صلاة وَ صيـام وَ أباحوا فروج النسـاء ؛ أنتهت حياتهُ كما الحلاج بالصـلب وَ أحراق جثتهُ وَ نثر رمادهُ في نهر دجلة (٥٥) ( ٥٦) (٥٧) قـول الشلمغـاني بإتحاد الضدييـن ( Coincidentia Oppositorum ) هُو قول الفرق المُخمسه التي تؤمن بإن لكل واحد من الخمس الأشباح ضد فـ ( محمد . علي . فاطمة . حسـن . حسيـن ) أضدادهُم الشياطين ( ابوبكر . عُمر . عثمان . معاويـه . عمرو بن العاص ) منهُم من قال أن الأضداد محمودة لأنهُ لا يعرف فضل الخمسـة إلا بإضدادهم وَ منهُم من قال إنها مذمومه (٥٨) وَ هذا المُعتقد ( ثنائي . Duality ) موجـود عند بعـض الفرق الغنوصيـه المسيحيه التِي كانت مقولتهُم هي ( Daemon Est Deus Inversus ) بمعنى ( الشيطان هُو الجانب المقلوب لله ) لذلك بـ ( المسيـح الدجال . AntiChrist ) يتمهـد الطريق لـ ( رجعة . Parousia ) المسيـح المُخلـص وَ الذي سيُرجـع الأرض وَ يجعلها مهادا أي لزمن البدايات ، وَ أيضاً كـطائفة الـ ( يهوذيين . Judasites ) المسيحيـه التي بجلت ( يهوذا الاسخروطي ) الذي باع المسيـح لصلبـه حتى رفعتهُ كالوحيـد العارف بإسرار المسيح وَ معارفهُ (٥٩) وَ أدعاءهُ الإلوهيـه عمومـاً هو أدعاء سائد بين الفرق الشيعيـه التي قالت بتناسـخ الجزء الإلهي النوراني مثـل ( المُقنع الخرساني ) المُتمرد الذي ظهر فترة المأمون العباسـي وَ الذي يُسمى في بعض المصادر ( عطاء بن حكيـم ) وَ أخرى ( الحسـن بن مهران ) وَ يُعد كأحد رجالات فرقـة القرامطة الباطنيـه ؛ وَ هُو الأخر يُذكر أنهُ فيلسـوف حكيـم وَ عرف شيء من الهندسـة وَ الحيل وَ النيرنجيات بمعنى من حيل الكيميـاء ؛ وَ كان ممن أدعى الألوهيـه وَ كان يضَـع ( برقع من حرير ) على وجههُ حيث قال ( أني أنتقل في الصُور ، لأن عبادي لا يطيقـون رؤيتي في صـورتي وَ من رأني أحترق بنوري ) وَ أيضاً كان ممن أسقط العبادات من صلاة وَ صيام وَ سائر العبادات وَ أباحوا النساء وَ قالوا ( المرأه مثل الزهرة يجب أن يشم عطرها كل إنسـان ) (٦٠) (٦١) (٦٢) وَ كقـول الفرق الأباحيـه التي أبطلت النكاح بالعقد وَ الطلاق قالت ( المرأه بمنزلـة " الريحانه النباتيـه " إذا شممتها أحييت أخاك المؤمن ) (٦٣) وَ هذا ( السحر الشهواني . Erotic Magic ) كان سائد بين الفرق المسيحيـه السريـه وَ أيضاً ترمز لزواج ( النفـس . Anima ) مع ( اللوغوس . Logos ) الناري ..! المراجـع : ______________________________ ١) علم الأبائيات ( باترولوجي ) المجلد الأول . جوهانس كواستن ٢) The Gnostics , The First Christian Heretics . Sean Martin ٣) مصدر رقم (٢) ٤) مصدر رقم (٢) ٥) علم الأبائيات ( باترولوجي ) المجلد الثاني . جوهانس كواستن ٦) تكوين العقل العربي . محمد عابد الجابري ٧) الهرطقه في المسيحيه ، تاريخ البدع المسيحيه . ج.ويلتر ٨) Gnosticism , Its History and Influence . Benjamin Walker ٩) تاريخ اليعقوبي ١٠) الملل و النحل . أبي الفتاح الشهرستانـي ١١) Tample and Contemplation . Herny Corbin ١٢) المسيحيه و الحضاره العربيه . الأب جورج شحاته قنواتي ١٣) مصدر رقم (١) ١٤) مصدر رقم (٨) ١٥) الأخبار الطوال . أبي حنيفه أحمد بن داود الدينوري ١٦) مصدر رقم (١١) ١٧) مصدر رقم (٨) ١٨) مناقب آل أبي طالب . ابي جعفر بن علي بن شهرآشوب ١٩) القطيف و ملحقاتها . الشيخ عبدالعظيم المشيخص ٢٠) الخطب النادره لأمير المؤمنين . عبدالرسول زين الدين ٢١) المقالات و الفرق . سعد بن عبدالله القمي ٢٢) أساس التأويل . النعمان بن حيون التميمي ٢٣) الأمام و المسيح عند هنري كوربين . د. بولس خوري ٢٤) مصدر رقم (٨) ٢٥) مصدر رقم (٨) ٢٦) مصدر رقم (٨) ٢٧) مصدر رقم (٢٠) ٢٨) مصدر رقم (٨) ٢٩) The Westren Esotric Traditions . Nicholas Goodrick Clarke ٣٠) التفسير المنسوب الى الأمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري ٣١) مصدر رقم (٢١) ٣٢) مصدر رقم (٢) ٣٣) مصدر رقم (٨) ٣٤) مصدر رقم (١) ٣٥) رؤيا جابر في أم الكتاب . هانز هالم ٣٦) الغنوصيه في الإسلام . هانز هالم Heinz Halm ٣٧) مصدر رقم (١٠) ٣٨) مصدر رقم (٢١) ٣٩) مصدر رقم (٢١) ٤٠) مصدر رقم (١٠) ٤١) الفرق بين الفرق و بيان الفرقه الناجيه . ابي منصور عبد القاهر البغدادي ٤٢) مصدر رقم (١٠) ٤٣) رسالة التوحيد . علي بن عيسى الجسري النصيري ٤٤) مصدر رقم (٢١) ٤٥) تبليس إبليس . ابي الفرج بن الجوزي البغدادي ٤٦) مصدر رقم (١٠) ٤٧) Manichaean Gnosis and Creation Myth . Abolqasem Esmailpour ٤٨) مدخل الى الفلسفه القديمه . A.H Armstrong ٤٩) An Esotric Tradition of Mystical Vision and Unions . Dan Merkur ٥٠) مصدر رقم (١٠) ٥١) مصدر رقم (٤٩) ٥٢) الفهرست لأبن النديم ٥٣) الكامل في التاريخ لأبن اثير ، المجلد السابع ص٢٤٠ ٥٤) كتاب الغيبه . ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ٥٥) المهدي المنتظر عند الشيعه الاثناعشريه . جواد علي ٥٦) مصدر رقم (٥٤) ٥٧) الكامل في التاريخ لأبن أثير ، مجلد السابع ٥٨) مقالات الإسلامين و أختلاف المُصلين . ابي الحسن علي بن أسماعيل الأشعري ٥٩) مصدر رقم (٨) ٦٠) مصدر رقم (٤١) ٦١) كشف أسرار الباطنيه و أخبار القرامطه . محمد بن مالك الحمادي اليماني ٦٢) الحركات الدينيه في إيران في القرون الإسلامية الأولى . غلام حسين صديقى / ترجمهُ من الفارسيه : د. نصير الكعبي ٦٣) مصدر رقم (٢١)

الأحد، 29 سبتمبر 2019

التشيع جذور و بداية / غلاة الشيعة


التشيـع جذور وَ بدايـه : قال علي بن أبي طالب عن معنى ( الغلو ) : التعمق في الرأي وَ التنازع فيـه وَ الزيـغ وَ الشقاق ، فمن تعمـق لم ينُب الى الحق وَ لم يزد إلا غرقا (٨٥) وَ قد أطلق أسم ( غلاة ) على الفرق الشيعيـه بالفترة المبُكره من ظهور الإسلام وَ قد تُرجمت في الأنگليزيه الى ( Extremists ) حرفياً تعنـي ( مُتطرفيـن ) وَ الذي تواجدهُم كان في العراق تحت عباءة الأئمه الذي رمزهُم الأعلى علي بن أبي طالب ؛ أفكارهُم كانت ( غنوصيـه . Gnostic ) وَ أيضاً ذات منبع ( هرمسي . Hermetic ) وَ ( الكوفـه ) كانت مركز الهرمسيـه قبل عصر التدويـن الإسلامي وَ قبل أن يُعرف قياس أرسطو عند باقي الفرق الكلاميـه . كان السائد في معتقداتهُم ( تناسـخ الروح . Transmigration of Soul ) وَ ( حلول روح الله . Indwelling Spirit of God ) في أجسادهم ، وَ أنهُم يملكُون ( قوة نبويـه . Prophtic Power ) ، وَ الأهم إيمانهُم بـ ( الصفوة المختاره . Chosen Elite ) (٨٦) (٨٧) أجتماعياً أن أغلب رؤساء الفرق الشيعيـه كانوا من أصحاب الحرف ( تبان ) ( براد ) ( حائك ) ( بائع حنطه ) ( أكار ) وَ كانوا بالرغـم من انتمائهم لقبائل عربيـه عارضوا نظام العشائر العربية وَ كان الأنتماء لديهِم أنتماءاً روحياً مُوجه حصراً لمعتقدهُم الديني الشيعي وَ هذه النقطه ضروريـه المعرفة إشكالية الأنتماء الشيعي الى اليوم ..! وَ أشهر وَ أقدم من حارب العشائرية التحزبية العربيـه ( المختار الثقفي الكوفي ) وَ الذي كان عسكرهُ من الفرس من أولاد ( الأساوره ) وَ ( المزاربـه ) (٨٨) (٨٩) وَ أكثر سؤال راود القدمـاء من كُتاب النحل من أين جائت معتقدات وَ جذور التشيـع ..؟ محاوله لأعطاء صـورة أن فكر الغلاة الذين هم أصل التشيـع فكر دخيـل على الإسلام المُحمدي العربي ! فمنهم من نسـب الباطنيـه ( القرامطـه ) على الأخص الى جذور حرانيـه وَ أستدلوا أن ( حمدان قرمط ) النبطي ( الكلداني ) من صابئة حران وَ ( حران . Harranu ) تبعـد ( ٤٠ كيلو متر ) عن ( الرها ) تقع شمال بلاد الرافديـن وَ فيها معبد إله القمر ( سيـن . Sîn ) البابلي وَ الآشوري وَ التي ستصبـح لاحقاً مركز للفكر الهرمـسي وَ الأفلاطوني وَ كانوا يقولون بنبـوة ( هرمس ) وَ ( أفلاطون ) وَ ( عاذيمـون ) وَ حتى ( صولون ) المُشرع اليوناني جد أفلاطون لأمه (٩٠) (٩١) (٩٢) وَ أيضاً صاحب الدعوة الباطنيـه تلميذ وَ مولى الأمامين الباقر وَ الصادق ( عبدالله بن ميمون القداح ) الأهوازي هو وَ أبوه كانوا ( ديصانيين ) أي أتباع ( بر ديصان ) الغنوصـي المسيحي الرهاوي الذي سبق ذكرهُ في المقال (٩٣) وَ من المعروف أن الهرمسيـه أرتبطت بالسحر وَ الخيمياء الذي كان سائد عند الفرق الشيعيـه وَ ( هرمـس ) أرتبط في مصر بـ الإله ( تحوت . Thoth ) المُرتبط بالقمر وَ ( هرمس ) هو الأخر إله قمري وَ الإلهيين أرتبطوا بالباطن وَ السحر وَ لُقب الإلهين بـ ( مرشد الأرواح . Psychopomp ) الإله الذي يوصـل الأرواح الى مملكة الرب لذلك غير مستغـرب أن يُبجل في حران أرض الإله ( سين / القمر ) ، وَ الهرمسيـه كفلسفـة وَ تجربه تقدم ( القوى الروحيـه . Spiritual Forces ) على الطبيـعه الماديه المشاهده مباشره ، وَ أن ( العالم الأصغر . Microcosm ) ينطوي فيـه ( العالم الأكبر . Macrocosm ) كما العباره الشهيره الهرمسيـه ( كما في الأعلى ، في الأسفل ) ، و كانت حكمـة صابئة حران الذي شاهدها ( المسعودي. صاحب مروج الذهب ) هي ( من عـرف ذاتهُ تأله ) وَ هذا مايذكرهُ الكتابات الهرمسيـه ( Corpus Hermeticum ) لأبنهُ ( تات . Tat ) أن ( العرفان . Gnosis ) عندما الإنسان يُولد مجدداً ( Rebirth ) لا يعود يدرك جسدهُ ثلاثي الأبعاد لكن ( الشبحـي / اللامادي . Incorporeal ) وَ عندما يصل أبنهُ الى هذه المرتبـه يقول ( الأن أنا أنظر بعقل ، أرى نفسي في الكل ، أنا في السماء ، أنا في الأرض ، في الماء ، في الهواء ، أنا في البهائم ، أنا في النبات ، أنا في الطفل داخل الرحم ، وَ الفرد الذي لم يُحمل به بعد ، أنا الفرد الذي وُلدت ، أنا حاضر في كل مكان ) فيرد هرمس : ( الأن يابني أنت تعرف ماهو أعادة الولاده ) (٩٤) (٩٥) (٩٦) وَ بعيداً عن مصر وصلتنا أثار تدل على وجود الهرمسيـه في الفترة الساسانيـه في العراق ( أوعيـة تعويذات . Incantation Bowls ) في ( نفر . Nippur ) وَ التي صنعت من القرن الرابع إلى القرن السابع ميلادي حيث ذكر فيها ( هـرمس ) كقوة سحريـه ، وَ كتبت بـ سيريانيـه رافدينيـه وَ محتواها : ( هرمس ماري رب . Hyrms Mary Rb ) هرمس الرب العالي وَ ( هرمس مار كل . Hrms Mr Kl ) هرمس رب الكل ، وَ لدينا نصـوص من الفارسيـه الوسيطه وَ التي ترجمت إلى العربيـه بالعهد العباسي وَ الذي ترجمها ( عُمر بن فارخان الطبري ) وَ التي ترجمت من الأغريقيه الى الفارسيـه الوسيطه عبر ( ابن نوبخت ) و َهي أسره ساسانيه وَ التي بعد أن أسلمت أصبحت من العوائل الشيعيه المعروفه منهُم ( أبوسهل أسماعيل النوبختي ) وَ الفيلسوف المُتكلم ( الحسن بن موسى النوبختي ) وَ السفير الثالث ( الحسين بن روح النوبختي ) ؛ تخبرنا النصوص أن الأعمال الهرمسيـه كـ ( كتاب أسرار هرمس باللاتينيـه : Liber de Steuis Beibeniis ) حصل عليها في القرن الثالث الملك الساساني ( شابور الأول ) الذي أكمل عمل والدهُ ( أردشير ) الذي أراد أن يرجع بقايا الكتب الفارسيـه التي فقدت بعد غزو السكنـدر المقدوني وَ جميع هذه الكُتب أصلها من بابل لكن ترجمت وَ علُمت بالفارسيـه ؛ حيث يُذكر في زمن الملك الأسطوري ( الضحاك ) الذي حكم الأرض من ضمنها العراق قسمها الى ( ١٢ ) قلعه يحكمها ( ١٢ ) عالم وَ لكن بعد أن صارت بلبله في بابل هاجر أحد علماء القلاع وَ الذي هو ( هرمس ) من بابل الى مصر ليكشـف معارفـهُ هناك ؛ وَ الذي ينسب لهُ علم الصنعة ( الكيمياء ) وَ قد عرف عند أهل العراق بـ ( هرمس الحكيم ) البابلي المُنتقل الى مصر (٩٧) (٩٨) أما المُستشرق ( هانز هالم . Heinz Halm ) المُختـص بالدراسات الشيعيـه يرى أن ( المدائن ) هي مركز بزوغ الغنوصيه الشيعيـه وَ التي تتكون من ( سلوقيـه ) غرب نهر دجلـه التي تأسست ( مابيـن ٣١٢ _ ٣٠١ ق.م ) وَ ( طيسفون ) شرقاً وَ التي أسسها الپارثيين ( ٢٢١ ق.م ) وَ التي صارت المركز الأهم في فترة السلاله الساسانيـه ؛ وَ المدائن الأسم المُعرب من الآراميه ( مديناتا ) ، ففـي عهد ( كسـرى انوشروان ) الساسانـي سبى سبايا من أنطاكيا الى العراق وَ أسكنهُم قرب ( طيسفون . Cetsiphon ) بمدينه تدُعى ( زبر خسرو ) وَ صارت تُدعى ( روميـه ) وَ كذلك كانت من المراكز الذي أختلطت فيها الثقافه الفارسيه وَ السريانيـه وَ تجمع للنساطره ، وَ حاول ( هانز هالم ) أن يرجع بعض من قادة التشيـع الى أصل آرامي انطاكي كـ ( بيان سمعان ) فإسم ( سمعان ) أسم سائد عند المسيـح السريان وَ لا وجود لهُ عند العرب وَ ( عبدالله بن معاويه بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ) مركز تأيدهُ وَ قوتهُ كان في المدائن ، وَ ( عبدالله بن سبأ ) نُفي الى المدائن وَ أن ( ابو منصور العجلي ) كان أثر المسيحيه واضح في فرقتهُ فقد كانوا يقسمُون بصيغه مسيحيـه وَ هي ( لا وَ الكلمه ) وَ يقولون أول الخلق ( عيسى ) لكن صبغة معتقدهُم غنوصي (٩٩) وَ أنطاكيا كما ذُكر أعلاه في المقال كانت تربه خصبـه لأفكار ( سمعان المجوسي ) وَ كذلك مدرسـة أنطاكيا كانت تفصل في طبيعـة المسيح بين الإلهي وَ الإنساني كقول النسطوريـه في طبيعـة المسيـح بإنها فصلت بين يسوع الإنسان بحيث تكون مريم ( أم المسيح . Christo Tokos ) وَ بين المسيـح الإلهي بحيث تكون مريم ( أم الله . Theo Tokos) وَ أن الذي عانى على الصليب المسيـح الإنسان وَ ليس المسيح الإله وَ كان نسطور يقـول ( أنا أعبد الأناء بسبب محتواه وَ اللباس لأجل مايغطيه وَ الذي هو الله المختبئ فيه ) وَ نلاحظ بين طيات فكر ( نسطور . Nestorius ) فصل تام بين طبيعـة الروح وَ طبيعة الجسد ، مابين خالد وَ زائل ؛ لذلك في نص كان متداول عند المسيـح مكتوب بالسريانيـهُ أسمهُ ( أسطورة بحيرى الراهب ) يقول فيه أن ( بحيرى ) من أهل انطاكيه وَ هو من الهم النبي مُحمد بسور القرآن وَ التي من ضمنها " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ " أي القتل وَ الصلب صار للجزء الناسوتي وَ ليس اللاهوتي وَ عندما ارادوا أن يكسروا ساقيـه على الصليب شبه لهُم أنه ميت ليلاً ؛ وَ عموماً النص يريد أن يقول أن جذور الآيه ترجع لمُعتقد المدرسـه الأنطاكيه (١٠٠) (١٠١) (١٠٢) في النهايـه ( الكوفه ) وَ التي خطها ( سعد بن وقاص ) بعد أربعة عشر شهر من أحتـلال العرب للمدائن بدايـة تضائل نجم ( الحيره ، بالآرميه : حيرتا Hirta ) وَ بزوغ نجم الكوفـه ؛ وَ قد أجتمع في الحيره وثنيـة العرب ، المانويه ، وَ النسطوريه وَ المسيـح العرب المعروفين بإسم ( العباد ) وَ التي أثرت هندستها في المعمار وَ الكتابه في حاضرة الكوفه وَ عموماً الرقعه الجغرافيه للكوفه وَ الحيرة تابعه للأرث البابلي المندمـج بالأرث الساساني (١٠٣) وَ مثلما كُتب أن هرمس هجر بابل الى مصر ليكشـف معارفه السريه هناك ، كذلك رأى الباطنيون كما ذكرت أن علي بن أبي طالب هجر المدينه ليكشف معارفهُ في العراق ؛ وَ الأحاديث التي وصلتنا من الأئمه أنفسهُم تقول أن علومهم قديمـه وَ لكنها تتناقل سراً ، فكما يقـول فهرست أبن النديم في أن الـ ( الحكمـه . Theosophy ) في القديم ممنوع منها إلا من كان من أهلها وَ ممن يتقبلها ، وَ كانت الفلاسفـه تنظر فـي المواليـد لمن يريد الحكمه ، وَ لُقب ( خالد بن يزيد بن معاويـه ) بـ ( حكيم ) لأنهُ أحضر جماعه من فلاسفة اليونان وَ مصـر لنقل الكُتب من اليونانيـه وَ القبطيـه الى العربيه ، وَ لقب ( هرمس ) حكيم لتكلمُه بعلم الصنعه / الكيمياء ، وَ يُذكر أن ( كيسان ) مولى علي أقتبس من بيت علي بن أبي طالب الأسرار من علم التأويل وَ الباطن وَ علم الأفاق وَ الأنفس (١٠٥) وَ يقـول الفيلسـوف الشيعي ملا صدرا الشيرازي عن ( الحكمـه ) أنها المعارف الباطنيـه ( Interior Knowledge ) المُتعلقه بمعرفـة النفس وَ صيرورتها في المُعاد أي إدراك النفس ( نموذجها البدائي السرمدي . Eternal Archtype ) وَ هذه المعارف ( مُحرم ) الكشف عنها وَ قد ربط سلسلة الحكمـاء باليونانيـن كـ ( انباذقلس . Empedocles ) وَ ( ڤيثاغورس ) وَ التي تسلست الى ( سقراط ) وَ ( أفلاطون ) ( أرسطو ) (١٠٦) وَ جميـع هؤلاء الفلاسفه ورثـة ( المعارف السريـه الاورفيـه . Orphic Mystagogy ) وَ الذي في أول مقطع شعري في الترانيم الأورفيـه لـ ( أنساب الإلهه . Theogony ) يقـول : ( سـوف أترنم لهؤلاء الذين يفهُمون ، أغلق الأبواب أيها المدنس ) وَ الأورفيه أساس مُعتقدها الفصل بين دنس الجسـد وَ إلهية الروح وَ ( أعادة التجسد . Reincarnation ) ، فقد أكُتشف في منطقة ( اوليبيا . Olbia ) أوكرانيا كتابه منقوشـه على عظام من القرن الخامس ق . م تنص على : ( حياه . موت . حياه . حقيقه ) ( ديونسيوس Dionysos اورفيوس Orphiko ) ( ديونسيوس . حقيقه . روح . جسد ) فالفكره الاورفيه التي ستتورث للأفلاطونيـه أن الجسد عرضي زائل هُو مجرد ( علامه . Sema ) مجازيه لما هو باطن حقيقـة الإنسان ، لذلك ( الجسد . Soma ) قبر وَ سجن لـ ( للفكرة الخالصة . Eidolon ) التي هي إلهيـه نقيـه طاهره (١٠٦)(١٠٨) وَ أذكر هذا لأن من أمثال المُفكر المصري ( أحمد أمين ) صاحب كتاب فجر الإسلام شك في أقوال علي بن أبي طالب في نهج البلاغه كونها متأثره بالرؤيه اليونانيـه مثلما سبق وَ سيأتي أن قُرن الباطنيون بصابئة حران الكلدانين ( المُتهلينين / متأثرين بشكل كبير بالفلسفه اليونانيـه ) وَ كذلك الغنوصيـه وَ اللاهوت المسيحي الذي تأثر رغماً عنه بالرؤيه اليونانيـه ؛ وَ من أثار الأفلاطونيه أن سُئل علي عن العالم العلـوي فقال : ( صُور عاريه عن المواد ، عاليـه عن القوة وَ الأستعـداد ، تجلى لها فأشرقـت وَ طابعها فتلألأت ، وَ القى في هويتهـا مثالهُ فأظهر عنها أفعالهُ ، وَ خلق الإنسـان ذا نفس ناطقـه ، إن زكاها بالعلم فقد شابها جواهر أوائل عللها وَ إذا أعتدل مزاجها وَ فارقت الأضداد فقد شارك بها السبـع الشـداد ) (١٠٩) وَ هذا الرؤيـه العالم العلوي هي فلسفة أفلاطون لـ ( عالم المثال . Ideal World ) وَ الصُور العاريه هي الـ ( الفكرة الخالصة . Eidolon ) ؛ وَ كذلك قالوا أن الشيعه الباطنيـه كصابئة حران يكتمـُون أديانهم وَ لا يظهرونها إلا لمن كان منهُم (١١٠) وَ يُنسب لعلي بن ابي طالب قولهُ : لقد حزتُ علم الاولين وَ انني .. ضنيـن بعلم الأخريـن كتوم وَ كاشـف أسرار الغيوب بإسرها .. وَ عندي حديث حادث قديم وَ اني لقيـوم كل قيم .. محيط بكل العالميـن عليم (١١١) وَ في حديث ( أصول الكافي ) [٩٢٠] ص٣٩٥ بعد وفاة جعفر الصادق يروي ( هشام بن سـالم ) أنهُ وَ ( صاحب الطاق ) كانوا متحيريـن بأمر ( صاحب الأمر ) بعد الأمام الصادق حتى دخل على ( موسى الكـاظم ) يسألهُ مسائل ، فقال الكاظم : سل تخبر وَ لا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ، فسأله فإذا الكاظم هو بحر لا ينزف ( أي معارفهُ ) ثم قال هشام : شيعتك وَ شيعـة أبيك ضلال فألقي إليهم وَ أدعوهُم إليك وَ قد أخذت علي الكتمـان ؟ فقال : من آنسـت منهم رشداً فألق إليـه وَ خذ عليـه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبـح وَ أشار بيدهُ الى حلقه .. وَ كُل هذا المزيـج من الثقافات وَ المُعتقدات من تأثير المسيحيـه وَ الغنوصيـه وَ الحكمـه الهرمسيـه وَ الأفلاطونيـه وَ المعتقدات الكلدانيه كانت اللُبنه الأساس لمُعتقدات غلاة الشيعـه وَ الذين هُم ورثـة ( اللاهـوت القديم . Prisca Theologia ) حيث الكشـف الإلهي وُهب الى الحكماء القدماء وَ تناقل عن طريـق ( التلقين . Initiation ) وَ من الحكمـاء ( هرمـس ، اورفيوس . فيثاغورس . زرادشـت ) لذلك قال ( زرارة بن الأعين ) عن أبي جعفـر الباقر : العلم الذي نزل مع آدم لم يُرفـع وَ العلم يتوارث وَ كان ( علي ) عالم هذه الأمه وَ إنه لم يهلك من عالم إلا خلفهُ من أهلهُ من علم مثل علمُـه (١١٢) أهـم الفرق الشيعيـه : ( السبئيـه ) : أتباع ( عبدالله بن سبأ ) وَ يذكُر أسمهُ ( عبدالله بن وهـب الراسبـي الهمداني ) من ( همدان ) أحد قبائل اليمن المعروفـه ، وَ لعلهُ كما يفترض ( هانز هالم ) من موالي همدان منتسب لها ؛ وَ في الحقيقـه صار لبس بينـهُ وبين صاحبـهُ الأقرب لهُ المدعـو ( عبدالله بن السوداء ) اليهـودي من أهل ( الحيره ) لذلك يقال عن عبدالله بن سبأ هو الأخر يهودي وَ يهودية الأثنان ليست يهوديه خالصـه لكن منتميـه للطوائف ( اليهود-مسيحيـه . Judueo-Christian ) وَ هذا واضـح في معتقداتهُم ؛ فقـد قال بن سبأ وَ ابن السوداء أن علياً ( إله ) وَ قد قال ابن سبأ لـ علي ( أنت أنت ) يعني ( أنت الإله ) فنفاه الى المدائن ؛ وَ في الحقيقـه ليس بن سبأ أول من قال أنت أنت لكن قبلهُ ( ابن صويرمه ) قال لعلي أنت أنت وَ هو يخطب ( خطبة البيان ) الإلهيه في البصره ! وَ أيضاً نُفي ( عبدالله بن السوداء ) هو الأخر الى المدائن ، وَ قد قالا بعدم جواز التقيـه لذلك نفى علي قادة السبئيـه الى المدائن . وَ معتقداتهُم ظل لها أثر في الطوائف الشيعيـه الأخرى فقد قال أبن سبأ أن في علي ( الجزء الإلهي ) وَ هو يتناسـخ في الأئمه بعد علي ، لذلك بعد أن قُتل علي قال ابن السوداء ( و الله لينبعـن لعلي في مسجـد الكوفه عينان تفيـض أحدهُما عسـل وَ الأخرى سمن يغترف منها شيعتـهُ ) بذلك صار مسجـد الكوفه صُوره لجنه ما ورائيه كمثل جنة طائفة ( النحشيين . Naassenes ) الغنوصيـه اليهود مسيحيـه التي ترى أن جنتها اللاجغرافيـه ( Sirayē ) يفيض منها ( العسل ) وَ ( الحليب ) (١١٣) وَ قال ابن سبأ أن الذي قُتل ليس علي بل ( شيطان ) تصَور بصورة علي أما علي كـ ( عيسى ) صعد الى السمـاء وَ هو في السحاب الرعد صوتهُ ، البرق سوطهُ ، وَ عندما يسمـع السبئيه صوت الرعـد قالوا ( عليك السـلام يا أمير المؤمنين ) ؛ وَ أناخ السبئيـه بباب علي فأستئذنوا عليـه أستئذان الواثق أنه في حياتهُ ( حي ) وَ الطامع الوصُول إليه وَ قالوا : ( أنهُ ليسمـع النجوى وَ يعرف تحت الديار العتل وَ يلمع في الظـلام ) . وَ أهم مُعتقد قالهُ السبئيـه هو ( الجزء الإلهي ) وَ تناسخهُ في الأئمه وَ الذي تُعرفـه فرقـة ( الكامليـه ) الشيعيـه أتباع رجل يُدعى ( ابي كامل ) أن الجزء الإلهي كإشراق الشمـس في كوه ( بمعنى : النافذه الصغيره) وَ هذا الجزء الإلهي هو النور ( Phōs ) الذي يتنـاسخ من شخـص الى شخص وَ هذا تعريف ( الأمامه ) لديـه ؛ وَ تعريف الجزء الإلهي نسطوري بإمتياز ، تقول النسطوريـه أن ( الكلمـه . Logos ) أتحدت بجسد يسوع لا عن طريق الأمتزاج لكن كـ ( إشراق ) الشمـس في كوه وَ هذا كما قال نسطور الله المحتجب وراء حجاب الجسد ؛ أما تناسخ هذا النور فهي بلا شـك رؤيـة الغنوصيه الشيثيـه وَ الطائفه اليهود-مسيحيـه ( الكسائيه . Elkesai ) الأبيونيـه ، وَ معتقد الفرق الغنوصيه التي رأت أن ( قوة المسيـح . Christ Force ) تتناسـخ من عصر الى عصر وَ لم تنتهي عند الصلب ؛ وَ من أتباع فرقة ( الكامليـه ) الشاعر المعروف ( بشـار بن برد ) الذي قال : الأرض مُظلمة وَ النار مشرقـةٌ .. وَ النار معبودة مذ كانت النارُ ، أتهمتهُ المصادر أنهُ صوب إبليس لكن في الواقع ( النار المُشرقه ) هي وصف للنور الإلهي ( Logos ) وَ لهفوتهُ الشعريـه أغرقهُ الخليفه المهدي في ( نهر دجله ) (١١٤) (١١٥) (١١٦) وَ نرى عند السبئيه تعظيم للنار كما ذُكر في أعلى المقال ، أن علي عندما أحرق منهُم قالوا : ( الآن علمنا أنك إله ، لأن النار لا يعذب بها إلا الله ) ؛ وَ في الحقيقـه أسم الطائفة ( السبئيـه ) أو تكتب ( سبأيه ) تحتاج تسليط ضوء عليها ؛ وَ كإفتراض أنها جائت من كلمة ( صبا ) الآرميـه ذات الأصل الآكدي ( صيبو ) بمعنى ( تطهير ) ( تعميـد ) ( أصطباغ ) وَ كلمـة ( معموديه . Baptism ) المُستعمله في اللغات الأجنبيـه جائت من ( Photisma ) التي تعني ( تنوير / أضاءه ) وَ التي أستعملت في المسيحيه في القرن الثاني ميلادي ، وَ لو نرجع للأنجيل التعميد بـ ( النار ) من صفات المسـيـح كما ذكر ( متى ٣ : ١١ ) " هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ " وَ جاء في تأويل الآيه " صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ " عن أبي عبدالله الصادق ( صبَـغ المؤمنيـن بالولايه في الميثاق ) (١١٧) (١١٨) (١١٩) بذلك السبئيـه طائفة ( متطهرين . Katharoi ) كـطائفة ( الكسائيه . Elkasite ) وَ ( المندائيـه ) وَ المسيحيـه لكن بصبغـه ( خيميائيـه ) ففي المخطوطه الشيعيـه أم الكتاب يظهر ( عبدالله بن سبأ ) مع الأمام الباقر الذي يتجلى لهُ بصورتهُ الإلوهيـه ، فيخرج بن سبأ وَ يصرخ منادياً أهل العراق وَ فارس وَ المدينه أن لا إله إلا محمد الباقر ، فيخرج الأمامين زين العابدين وَ الباقر مع الناس الذين أتهموهُ بالجنون وَ الخرف وَ يطالبان بحرقـهُ في النار ، لكن عندما يعود الأمام الباقـر الى دارهُ التي كان فيـها المستنيرين ( جابر الأنصاري. جابر الجعفي . صعصعه بن صوحان ) يخبرهُم أن سرنا لا يُكشـف لأنه صعب مستصعب ، لكن الباقر وَ كان في المخطوطه بهيئة طفل ينفـخ في شخص لا هُو ميت وَ لا حي أظهرهُ مـن جدار حجرة فاطمه وَ عندما يفيق يظهر أنه أبن سبأ نفسهُ وَ الذي يوصف نفسـهُ أنه كان في حلم بالجنه (١٢٠) وَ هذه المخطوطه رؤيتها كرؤية بعض الفرق الشيعيـه التي سأذكرها يؤمنون أنهم مخلدون لا يمـوتون أبدا ؛ وَ هذا نفسـهُ كما ذكرت مُعتقد تلميذ سمعان المجوسي ( ميناديس . Menades ) الذي كان يُعمد أتباعهُ بـ ( النار ) وَ ( الماء ) فيصبحـون خالديـن ..! وَ أيضاً كلمـة ( صبا ) العبريـه تعني ( جند / جيش ) وَ جمعها ( صبـاؤوت . Sabaoth ) وَ التي ذُكرت في سفر التكوين ( أصحاح ٢ : آيه ١ ) وَ تشير الى ( صبا هسمايـم ) ( جند / جيش السموات ) أي ( الملائكه ) التي كينونتهـا ( الخلود ) لذلك يطلق عليهُم في النصـوص الغنوصيـه ( Aeons ) من ( Aiôn ) خالد / دهري ، وَ أحد أسماء الغنوصيـه ( جنود ، بالأغريقيـه : Stratiotque ) أي وسائط سماويه ( ملائكه ) وَ في النص الغنوصي( On the Origin of the World ) أن ( الحكمه ( Sophia ) مسكنهـا السحابه المستنيره وَ لا أحد معها إلا ( صباؤوت . Sabaoth ) وَ في نص ( الكليمنتات المنحوله . Pseudo Clementine ) المنسوب لـبابا روما ( كليمنـدس الرومي ) يقـول أن الملائكه مخلوقات ( ناريـه ) ؛ بذلك تتضح الصـوره التي رسمها السبئيـه لعلي الرب فوق السحاب الذي يُعمد بالنار كإله ؛ وَ السبئيـه كانوا من المؤمنيـن بالرجعه ( Adventists ) أي أن بعد صعود علي آمنوا برجوعهُ وَ أنهُ سيملك الأرض (١٢١) (١٢٢) (١٢٣) وَ هي معتقـد مسيحي-يهودي رجوع ( المسيـح ) في الألفيـه السعيده ليحكم الأرض ؛ وَ الأصل لهذا المُعتقد أفلاطوني ، ففي ( محاورة رجل الدولـه . Stataesman Dialog ) يقول على لسـان ( سقراط ) أن الزمن زمانان يدور في مسارهُ ( الدائري ) زمن كامل وَ هناك زمن أطُلق ليتمم نفسـه بنفسـه وَ لهُ دوره محدده ككائن حي وَ هو عود أبدي بين بدايـه وَ نهايه ثم بدايـه ثم نهايـه الى مالانهايـه حيث بعد ملايين الدورات تبدأ حركتهُ تتحرك عكسياً وَ هذه الحركه الإرتداديـه يراها أنها ( الحركـه الأعظم ) وَ الأكثر كمالاً من بين كل الحركـات السمـاويه ، وَ يحدث دمار هائل لا يبقى منهُ إلا بقيـه من ( سلالة الناجيين ) وَ هؤلاء السلف المُنتخب الناجي هُو من تركزت عليـه الروايات وَ الأساطير حيث يعيشون بزمن مرحلي بين ( الانتقاليـه المُحدثه ) وَ ( الدوره المضاده ) حيث يتراجع الزمن للوراء وَ تتحرك حركة الطبيعـه وَ الإنسان إلى الوراء وَ تبدأ خصل الإنسان تسود ثم يصبح شاب ، غلام ، طفل ، رضيع حتى يتلاشى بشكل تام في ( التراب ) ثم مع بداية نقطة العصر / الدهر ( Aeon ) تبدأ الطبيعـه وَ الأرض تتولد من جديد وَ ترجع ( سلالة الناجيين ) متولـده من ( التراب ) وَ يحكم الإله ( خورنوس . Chornos ) وَ العالم يكون تحت حكم الإلهه ؛ وَ هذا العصر يكون هناك لا حرب وَ لا خصام لأن الإله راعيهُم ، وَ لا يوُجد ملكيات خاصه لأن الإنسان أنبثق من التراب بدون تذكر لماضيـه ، وَ الفواكه كانت متوفره وَ ناميـه بدون غرس ، وَ سكنوا عراة لأن الحرارة كانت مُعتدله ، وَ لم يكن هناك أسره بل كانوا جميعاً يستلقـون على آرائك من حشيش ناعمـه (١٢٤) وَ الغنوصييـن / الباطنيين كانوا ( أخرويين . Apocalyptic ) لكنهُم ليسوا مع عقيدة الأنتظار ليوم الخلاص لكن مع كسر المحظور وَ الكشـف عبر العرفان . Gnosis عن التجلي الإلهي الذي يحُطم عجلة الزمن الأعتياديه وَ هذه العقيده تسمى ( Verus Propheta ) وَ الذي صارت لدى الجماعات الباطنيـه ( سر طقسي . Liturgica Mystery ) حيث الجنه تتكشـف للمنظمين لهذه الطوائف السريه (١٢٥) وَ يذكر ( The Gospel of Thomas ) عندما سُئل يسوع ( متى مملكة الرب تجيء ) ؟ قال : لن تجيء بالإنتظار لها ، وَ ليس مهماً قول هي هُنا أو هي هناك ، بدلاً من ذلك فـ مملكة الرب أستقرت على الأرض وَ لكن الناس لا تراها ! ) وَ هذه المُعتقدات سنجد صداها في باقي الفرق الشيعيـه ..! ( الكيسانيـه ) : عن ( عبدالله بن سليمان ) ، عن أبي عبدالله الصادق : مازال سرنا مكتوم حتى صار في يـدي وُلد ( كيسان ) فتحدثوا به في الطريـق وَ قرى السواد (١٢٦) ( كيسان ) مولى لـ ( علي بن أبي طالب ) تتلمـذ علي يد محمد ابن الحنفيـه ( من أبناء الأمام علي ) وَ أقتبس منهُم الأسرار من علم التأويل وَ الباطن وَ علم الأفاق وَ الأنفس ؛ وَ ( كيسان ) لقب لـ ( المُختار بن عبيدالله الثقفي ) وَ هو من طالب بدم الحسيـن ، وَ يقال أنهُ لقب لأحد موالي علي وَ أسمه ( زادان الفارسي ) وَ عُرف بـ ( ابو عمره ) وَ كان يبيع ( الكرابيس ) وَ هي ثياب غليظـه كانت معروفه لدى الفُرس ، وَ ( كيسان الفارسي ) هُو من حمل المختـار بالطلب بدم قاتلي الأمام الحسيـن وَ كان صاحب شرطة المختار وَ صاحب سره وَ مدبر مؤمراتهُ وَ الغالب على أمره ؛ وَ يُذكر أن المختار عندما طالب بدم الحسيـن بالكوفـه أكثر من أستجاب لهُ ( همدان ) من قبائل اليمن المعروفه بمولاتها لعلي وَ الطرف الأخر هم أبناء العجم الذين يسمُون ( الحمراء ) وَ كان شعار المُختار حينها ( يال ثارات الحسيـن ) وَ دانت للمختار سائر العراق ، وَ قد أثار المُختار حفيظـة العرب بعدما قرب العجم وَ فضلهُم على العرب حتى أنهُ يروى عن ( عمير بن حباب ) أنهُ دخل معسكر أحد أهم قواد المختار ( إبراهيم الآشتر ) فلم يسمـع فيه كلاماً عربياً قط وَ كان جل معسكـرهُ من أولاد الأساوره وَ المزاربه ؛ وَ لحقد العرب لقبو المُختار بـ ( الكـذاب ) فقد أجتمع عليـه أشراف عرب الكوفه لمحاربتهُ بقيادة ( رفاعه بن سوار ) وَ لكن هزمهُم المختار وَ عندها هرب أشراف الكوفه الى البصره التي كان فيها انذاك ( مصعـب بن الزبير ) وَ الذي أستدعى ( المُهلب بن صفـره ) لمحاربـة المختار ، وَ مصعـب هو من سينهي دولة المختار في العراق ، وَ تنتهي حياة المختار بحز رأسهُ على يد أخوين من بني حنيفـه وَ هما ( طارف ) وَ ( طريف ) ؛ وَ عن الكيسانيـه تتفرع عدة تجمعـات ( الكربيـه ) وَ أتبـاع ( حمزه بن عمـاره البربري ) وَ أتباع ( بيان سمعان ) ، وَ أتباع ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) وَ كُلها تؤمن بإمامة محمد بن الحنفيـه لأنهُ من دفع علي لهُ الرايه في ( حرب الجمل ) بالبصـره . أما ( الكربيـه ) أصحاب رجل يُدعى ( أبي كرب الضرير ) وَ أيضاً من ( المختاريـه ) آمنوا أن محمد بن الحنفيـه لم يمُت وَ أنهُ في ( جبل رضـوى ) ينبـع عن يمينـهُ عين ماء وَ أسد وَ يسارهُ عين عسل وَ نمر وَ هو المهدي المُنتظر ، وَ قال منهُم ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) أن محمد بن الحنفيـه وُضع لهُ مثلاً / شبيه بديل عنهُ لئلا يدركهُ الطالب كما وقع شبـه النبي محمد بـ ( علي ) ليلة النوم في الفراش وَ هجرة النبي من مكه الى المدينـه ، فغُيب في جبل ( رضوى ) ، وَ بمعتقدهم سبب تغيبـهُ منهُم من قال من تدبير الله وَ لا يعلم الغايه إلا هو ، وَ منهُم من قال عقاب من الله لهُ لأن أبن الحنفيـه بعد مقتل الحسيـن طلب الأمان من يزيد ، ثم أنهُ في عهد عبدالله بن الزبير خرج من مكه وَ أخذ الأمان من عبدالملك بن مروان وَ لذنبـه غُيب في الجبال الوعره في غار مُظلم كما هبط آدم من الجنه الى ظلمة الأرض وَ كما عوقب ( ذا النون ) وَ قُذف في بطن الحوت ، بذلك لذنبه غُيب في الظلام ، وَ عن رجعته يقولون تأويلاً للآيه " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَطُورِ سِينِينَ ، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ " أن ( التيـن ) علي ، ( الزيتـون ) الحسـن ، ( طور سينيـن ) الحسيـن ، ( البلـد الأمين ) المهدي محمد بن الحنفيـه ، حيث يخرج من البلد الآمين وَ معهُ عدة أصحاب بدر فيقتـل الجبابره ثم يصعـد الى السماء وَ يرقى في الهواء فيسل سيـف فيطمسهـا وَ يكورها لقولهُ " إذا الشمس كُـورت " وَ هو سيـف ( شـق صاعقـه ) ، ثم يملك الأرض وَ يخصبها وَ يخصـب الناس وَ يُذكر عند خروجهُ يعود الى عمق الأرض حتى إذا بلغ الماء الأسود وَ الجو الأزرق صاح ( قد شفيـت وَ اشتفيت ) ثم يعود الى البلد الآمين وَ قد أخصب الأرض وَ انصف الظالم . وَ الصُور التي وصفت لإختفاء ابن الحنفيـه في ( الغار ) ( كهـف ) ( ظلمه ) ( غيبـه ) رموز الأحساس بالذنب وَ الخطيئه وَ الدخول لعالم الظُلمه فداء أو تطهير ( Catharsis ) من ذنب فـردي أو جماعي ؛ وَ بنفس الفتره ظهرت صورة تطهير أخرى وَ هي صورة قتل الذات كما عند فرقـة ( التوابيـن ) وَ التي كان قائدها ( سليمان بن صرد الخزاعي ) وَ الذي كان هو وَ رفاقه رجال كبار في السـن ، وَ الذين جعلوا من أنفسهُم تائبين لتركهُم الحسيـن يتمزق في العراء وَ كان شعارهُم الآيه " إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ " فطالبوا بدم الحسيـن وَ بنفس الوقت طالبوا بسفك دماء أنفسهُم بصورة تضحيـه جماعيه قتلوا فيها في موقعـة ( عين الوردة ) وَ هذا الـ ( تطهير التراجيدي . Tragic Catharsis ) وَ الذي تحقق بفداء ( الدم ) . (١٢٧) (١٢٨) أما الصوره التي وُصفت لأبن حنفيـه هي كما قال الشيعي الذي سأتحدث عنهُ لاحقاً ( عبدالله بن معاويـه ) هي رؤيـه للأرض كـ ( بطن الحوت ) لمن صار إليها بالعمل السيء ، وَ هي ظلاميه حتى تُخصب في يوم الظهور وَ الخلاص ؛ فالكيسـاني ( أبي كرب الضرير ) يقول أن الأئمة الأربعة ( علي ، الحسـن ، الحسين ، محمد بن الحنفيـه ) هُم سقيا الأرض لأنهُم ( الغيث ) وَ إليهم المرجع وَ هم سفينـة النجاة من دخلها نجا وَ من تأخر غرق ؛ وَ لفهم الغايـه من الغيبـه نقاربها فينومينولوجياً مع الديانات السريـه كون البنيـه واحده وراء الظواهر الدينيـه وَ صُورها ؛ ففي الاورفيـه شذرات من ( Thurii gold Leaves ) حيث المُتلقي لأسرار المعارف الاورفيـه يُخاطِب ( بيرسفونـي . Persephone ) شاعرياً قائلاً : ( لقد طرت بعيداً عن دائرة العذاب " Kykols " حيث تكمن الأحزان العميـقه وَ أقتربت رغبتي في التتويـج ، وَ غصت عميقاً في أحضان مولاتي سيدة العالم السفـلي " Chthonian Queen " ) وَ في أحد الشذرات يقول ( علي أن أدفع الجزاء لأفعالي الغير صالحـه ) ، وَ ( بيرسفوني ) الإلهه التي تعيـش في العالم السفلي المُظلم وَ التي أختُطفت من قِبل إله العالم السفلي ( هاديس . Hades ) يقول عنها الشاعر ( بينـدار . Pindar ) ( متوفي : ٥١٨ ق م ) أنها تقبلت التضحيـه للحزن القديم ..! وَ هذا الحزن هو بحسب الاورفيـه رمُز لهُ بحادثة قتل ( زاگريوس . Zagreus ) وَ تقطيعهُ ( سبع قطع ) من قبل ( تيتان . Taitans ) وَ الذي صعقهُم زيوس تعذيب لهُم وَ من رمادهم خلق الإنسان الذي يحمل في نفسـهُ ذنب التيتان وَ أيضاً يحمل الجزء الإلهي روح زاگريوس ؛ وَ هبوط ( بيرسفوني ) رمز لهبوط الروح في الظلمـه فـ ( كلمينـدس الاسكندري ) يقـول : ( طقـوس الأسرار تنفـذ في الليل وَ ذلك يدل على أن أنحباس الروح في الجسد تم في الليل ) وَ من عتبـة عالم الليل وَ الظلمه أيضاً يكمن الخلاص في أحضان بيرسفوني ففي لحظة نشـوة يقول ( لوكيـوس ابوليـوس . Lucius Apuleius ) : ( أقتربت من نبـع الموت ، وضعـت قدمي على عتبـة بيرسفـوني ، وَ ارتحلت عبر العناصـر ثم رجعت ، رأيت شمس الليل تشرق بنور أبيض ، أصبحت قريب من الإلهه العلويـه وَ السفليـه وَ تعبدتُ لهم عن قرب ) . وَ في الآورفيـه لا يُهبط للعالم السفلي ، مملكة الأموات إلا من كهف في جبل وَ الذي هبط اليه ( اورفيـوس . Orpheus ) نفسـهُ ، وَ رمزية كهف الجبل صار صُوره رمزيـه لعالم الظلال الأفلاطوني كما سبق ذكر ذلك (١٢٩) (١٣٠) (١٣١) وَ الجدير بالذكر أن الطقوس ( اليوزيسيـه . Eleusinian ) قامت مقام طقس خلود سحري كانت تمارسـهُ إلهة القمح ( ديميتر . Demeter ) وَ هي متخذه هيئة إنسان في أبن ملك ( ايلوزيـس . Eleusis ) المدعو ( ديموفـون . Demophoon ) حيث كانت تفرك جسـدهُ بطعام الخلـود وَ تضـعهُ في ( فرن ناري ) إلا أن الملكه كشفت ذلك فزجرتها ، فكشفت ( ديميتر ) عن أصلها الإلهي وَ أمرت ببناء معبـد لها وَ أقامة طقوس خصبيـه فيـه عوضاً عن ممارسة سحر الخلود بالنار (١٣٢) وَ رمزيـة ( جبل رضوى ) ظل موجوداً في التراث الشيعي على العمـُوم ، يقـول ( زيد الشحام ) عن ( ابي عبدالله الصادق ) : إن ارواح المؤمنيـن يرون آل محمد في جبال ( رضـوى ) فتأكل من طعامهـم وَ تشرب من شرابهـم وَ تتحدث معُهم في مجالسهـم ، حتى يقـوم قائمنا ، فإذا قام بعثهُم الله وَ اقبلوا معهُ يلبّون زمراً زمرا .. (١٣٣) وَ في دعاء ( الندبه ) الذي يُقرأ في أيام الجمعه وَ الأعياد فيه مقطـع مناجاة للمهدي المُنتظر يقول فيـه ( ليت شعـري اين أستقرت بك النـوى بل اى أرض تقلك أو ثرى آ ( برضوى ) أو غيرها .. ) أهم طائفه كيسانيـه : ( البيانيـه ) نسبـه الى ( بيان سمعان ) وَ كان من أتباع الكيسانـي ( حمزه بن عماره البربري ) وَ الذي كان أعتقادهُ ( من عرف إمام زمانـهُ فلا آثم عليـه ) أو ( من عرف الإمام فليصنـع ما شاء ) وَ هي صيغـه متداوله عند الغلاة الشيعه وَ الطوائف المسيحيـه السريه لكسر المحظورات في الشريعه وَ تحليل الأباحات ؛ وَ ( بيان سمعان ) كان ( تبان : يبيع التبـن ) في الكوفـه ، كان يقـول أن علي بن أبي طالب حل فيه الجزء الإلهي وَ أتحد بجسدهُ ، وَ هذا النور كالنور في المصبـاح ( نفسها الرؤيه النسطوريه لطبيعة المسيح وَ لـ الحلول في السبئيه ) وَ كان يقول بإلوهية الإمام علي وَ أن ( الجزء الإلهي ) هو الذي وُجب السجود لهُ من قبل الملائكه لآدم ، بمعنى أن الجزء الإلهي عند بيان سمعان نفسها رؤيـة الشيعه عموماً لنور الأشباح الخمسـه التي صارت في صلب آدم ؛ وَ يقول أن ( علي ) يظهر ببعض الأزمان ، وَ تأويلهُ للآيه " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ " المقصـود بالله في الآيه ( علي ) ، وَ معبود بيان سمعان يوُصف أنه ( نور ) على صورة إنسان يفنى كلهُ إلا وجههُ (١٣٤) (١٣٥) (١٣٦) وَ الفرق الشيعيـه كما يذكر ( أبي الفتاح الشهرستاني في الملل وَ البغدادي الفرق بين الفرق ) أول وَ أقدم من ظهر عندهُم معتقد ( التجسيـم / التشبيـه . Anthropomorphism ) لله ، وَ الذي صُور كـ ( إنسان نوراني شبحي . Photeinos Anthropos ) لذلك نرى في أحاديث الإماميه صدى لفكر ( بيان سمعان ) أن الأئمه هُم ( وجه الرب . Face of God ) ، ففي حديث موصول بالأمام أبي جعفر الباقر يقول : .. نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركُم وَ نحن عين الله في خلقـه وَ يده المبسوطه بالرحمه على عباده .. (١٣٧) وَ هذا ( التجسيم ) الذي سيدخل معتقـدات الحشويـه وَ الأشعريـه وَ حتى المالكيـه على ظاهرهُ حيث قال ( مالك بن أنس ) عن أستواء الله على العرش معلوم وَ الكيفيـه مجهوله وَ الإيمان به واجب وَ السؤال عنهُ بدعه ! وَ هذا قول ( أحمد بن حنبل ) وَ ( سفيان الثوري ) وَ مثل قول أتباع ( أبي عبدالله بن محمد بن كرام ) المتأثر بالمتكلم الشيعي هشام بن الحكم الذي سيتم ذكرهُ لاحقاً ، أنهُ جوز على الله الإنتقال ، التحول ، النزول ! (١٣٨) وَ نهاية ( بيان سمعان ) أن قُبض عليـه من قبل الوالي الأموي ( خالد القسري ) وَ قتلهُ وَ صلبهُ ثم أحرقهُ مع خمسة عشر من أتباعهُ شدهُم في قصب وَ صب عليهُم النفط وَ أحرقهُم (١٣٩) ( الجناحيـه ) : أتباع ( عبدالله بن معاويـه ذي الجناحيـن ) وَ هُو هاشمـي طالبي النسب ( عبدالله بن معاويـه بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب ) وَ قد أتبعهُ طائفه شيعيه تتركز في المدائن تُسمـى ( الحارثيـه ) يقولون ( من عرف الإمام فليصنـع ماشاء ) وَ أيضاً أتبعهُ قوم من أتباع ( عبدالله بن عمرو بن حرب ) الكيسانـي ؛ قال أن ( روح الله ) تتنقل فقد كانت في ( آدم ) ثم ( شيث ) وَ دارت في الأنبياء ثم في الأئمه ( علي ) ( حسن ) ( حسيـن ) حتى صارت في ( عبدالله بن معاويـه نفسـهُ لذلك قال أنهُ ( رب ) وَ كان يُحي الموتى ، فعبـدهُ شيعتهُ ، وَ قد قال بتحريم الختان وَ أستحلوا الخمر وَ الزنا وَ أسقطوا واجب العبادات لأن العبادات كنايات رجال تجب مولاتهُم من آل البيت ( مثلاً الصلاة معناه علي لذلك تعني وصالهُ ) ، أما المُحرمات كنايات لـ ( ابوبكر ، عمر ، طلحه بن الزبير ، عائشـه ) ؛ وَ كان يرى أن ( العلم ) ينبت في قلبـهُ كما تنبت العشبـه ، وَ أن الأرواح تتناسـخ حيث قال أن الناس لا يزالون يولدون وَ يموتـون أبدا وَ ( الأخره ) في السماء لمن صار اليها بالعمـل الصالح ، وَ الأرض كبطـن الحوت لمن صار اليها بالعمل السيء ، وَ أنه من يبلغ نهاية الإمتحان تسقط عنهُ المحنه فالعبد المُمتحن تحت التكليـف وَ الشريعه هو ( ملطخ ممزوج ) لذلك يُختبر أما إذا نُقي وَ هُذب فكل حرام على غيرهُ ( حلال ) عليه ؛ وَ يقول انه وَ خواصهُ يتعارفون في أنتقالاتهُم في كل جسد صاروا فيـه وَ قد كانوا في ( سفينة نوح ) وَ مع الأنبياء في زمانهـم وَ مع محمد في زمانهُ لذلك يسمُون أنفسهم ( أصحاب النبي ) وَ ذلك معنى قول ( علي بن أبي طالب ) : الأرواح جنود مُجنده فما تعارف منها أئتلف وَ ما تناكر منها أختلف ؛ وَ تأويلهُم للآيه " وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " تشير الى الترقي من ( المسوخيـه ) الى ( الأنسنه ) بمعنى لا يدخل سم الخياط إلا بتغير خلقتهُ وَ تبدلهُ من حاله الى حاله حتى يصبح كـ ( البقه ) فيدخـل حينها سم الخياط وَ إذا خرج منهُ دخل الجنه أي رُد الى الأبدان الإنسيـه ، فالجناحيـه لا تؤمن بنهاية العالم بل أن الحياة مجرد دورات تناسخ وَ ولاده وَ موت أبديه بلا نهايـه ..! (١٤٠) (١٤١) (١٤٢) ( المغيريـه ) : أتباع ( المغيره بن سعيـد العجلي ) من ( عجل ) أحد عشائر قبيلة ( بكر بن وائل ) العربيه وَ كانت ( عجل ) من العشائر العربيـه التي تعيش أطراف الحيره ؛ وَ كان المغيره بن سعيـد من ( المُحمديه ) المؤمنيـن بمهدويـة ( محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن إلي طالب ) الذي غاب في ( جبل حاجـر ) وَ هو المعروف عند الشيعـه بـ ( النفس الزكيـه ) وَ كان المغيريـه من المُنتظرين لرجوع ( محمد بن عبدالله ) الذي قتلهُ ( عيسى بن موسى ) بإمرة الخليفـه العباسي ( ابو جعفر المنصُور ) ، حيث قال المغيريـه الذي قتلهُ ( عيسى بن موسى ) لم يكن محمد بل شيطان تجسـد بصورتهُ وَ هذا المعُتقد كما تقدم أعتقد به السبأيه في علي أنهُ لم يقتل لكن شيطان تجسـد بصورتهُ ، أو قول أتباع محمد بن الحنفيـه أن الُقي شبه بن الحنفيه في صوره شبحيـه أما هو توارى عن الخلق برضوى ، وَ هذا المُعتقد موروث من الهرطقه المسيحيـه ( الدوسيتيـه . Docetism ) وَ الذي يرتبط بشبحيـة الإمام وَ رجعتهُ ليملأ الأرض عدلاً ؛ وَ من أصحابهُ الفقيه الشيعي الكوفي تلميذ الأمام الباقر ( جابر الجعفي ) ، وَ قال المغيـره أنهُ وصي الأمام ( محمد الباقر ) وَ قال بمهدويتهُ وَ يقال أنهُ لعنتهُ جماعة شيعـة جعفر فكان يلقبهُم المغيره بـ ( الرافضه ) ؛ كان المُغيره يدعي أنهُ يعلم الأسم الأعظم وَ أنهُ يُحي الموتى وَلهُ معارف في المخاريق وَ النيرنجات وَ يقول بالتناسـخ ، وَ قال معبـودهُ من نور لهُ أعضاء على عدد حروف ( ابجد ) وَ لهُ جوف وَ قلب تنبـع منهُ ( الحكمـه ) وَ يوصف أنهُ رجل من نور على رأسه تاج وَ تاجهُ هو الأسم الأعلى وَ من عرقه خلق بحران ( بحر عذب نير ) منهُ خلق الشيعه ، وَ ( بحر مُظلم مالح ) منهُ خلق أعدائهم ؛ وَ قال أن ( محمد ) خُلق في عالم ( الأظله ) وَ عرّض ( الأمانه ) على الناس وَ السموات وَ الأرض وَ هذه الأمانه ( ولاية علي بن أبي طالب ) فقام عمر وَ أبو بكر فتعهدا بحمل الأمانه إلا أنهما غدرا به فنزلت الآية " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ " وَ قال الشيطان هُو عمر ؛ وَ رؤيـة المغيره الإلهيه كثيراً ما قُورنت برؤية ( ماركـوس . Marcus ) المسيحي الڤالتيني ، فطبقاً للأسقف ( ايرنئيوس ) أن النظام الكوني معتمد على الحروف الأغريقيـه وَ القيمه العدديه لكل حرف ، فالأول الغير قابل للتصُور شاء أن يفعل فعل ( اللفظ ) لأعطاء شكل ( Form ) للأشكال الغير قابله لتصُور ففتح فمهُ وَ أرسل صعوداً ( الكلمه ) ( Arche . الأصل ) التي تحتوي على أربعة حروف ( Tetrad : أربعه بالأغريقيه ) وَ الذي تفرعت منها الحروف التي شكلت العالم بصورة إنسان ( Alpha . Omega ) الرأس ، ( Beta . Psi ) الرقبـه .. ( Nu . Mu ) القدمين (١٤٣) (١٤٤) وَ يذكر أبي الفرج الجوزي ، أن اليهُود معبودهُم رجل من نور على كرسي من نور على رأسـُه تاج من نور لهُ أعضاء كما الآدميين وَ من ذلك قولهُم ( عزيز ابن الله ) (١٤٥) وَ هذا المُعتقد من المدرسـه اليهوديه ( الموشكانيـه ) التي ظهرت في الفترة الإسلاميه وَ المُتفرعه عن المدرسه اليهوديه ( اليوذعانيـه ) التي ازدهرت في فارس ، التي تقُول أن للتوراة ظاهر وَ باطن ، تنزيل وَ تأويل وَ أن ظهور الله في التوراة بواسطة ملك لأنهُ لا يجوز وصف الباري ، لذا من كلم موسى في شجرة العليقه هُو هذا الملك ، طلع الله على السحاب المقصود به هذا الملك ، أستوى على العرش ، هذا الملك مجهول الأسماء وَ الذي يظهر بظهورات وَ تُلقى عليه الأسماء ؛ وَ هذا الملك أشبه بـ ( شبح . Spirit ) بلا أسم وَ لا صوره يحدانهُ ؛ وَ بلا شك أن هذه المدارس اليهـوديه هي المنبـع الأولي لمدرسـة ( الكابـالاه . קַבָּלָה ) التي ستزدهر في عصر النهضـه في أوروبا وَ التي ترى أن ( اللانهائي . Ain Sof ) الغير موصُوف تجلى بصُور آدمي ( آدم قدمون . Adam Qadmon ) آدم الأولي وَ المُشكل من عشرة ( سيفيـروت . Sefirot ) أي عشرة أعداد وَ التي ترتبط بعضها ببعض عبّـر ( ٢٢ حرف ) عدد الحروف العبريـه وَ أعلى سيفيـروت هو التاج الأعلى ( كيتر عليـون . Kether Elyon ) وَ يتدرج حتى السيفيـروت العاشر الأنثوي ( شخينـاه . Shekhinah ) أو تُسمى ( عتراه . Atarah ) وَ التي هي مركز ديانة بني إسرائيل (١٤٦) وَ هذا التارج الأعلى بمُعتقد المغيره بن سعيد هُو ( الأسم الأعظم ) أو ( الأسم الأكبر ) الذي أدعى معرفتهُ ؛ وَ هذا الأسم ذُكر في حديث عن ابن سنان ، عن ابا الحسن الأمام الرضا : .. أول ما أختار الله لنفسـهُ : ( العلي العظيم ) لأنهُ أعلى الأشياء كلها ، وَ معناهُ الله وَ أسمهُ العلي العظيم هُو أول أسمائهُ علا على كُل شيء (١٤٧) وَ قد وجد الشيعه قديماً وَ لاحقاً السلوى في أسم ( العلي الأعلى / العلي العظيم ) ، أسناداً الى زيد بن قنعب : عند ولادة علي ،عندما همـت فاطمة بنت أسد الخروج من الكعبـه هتف هاتف وَ قال سمـه ( علياً ) وَ العلي الأعلى يقول أني شققت أسمهُ من أسمي (١٤٨) وَ هذا الأسم أعُطي طابع سحري فـ ( بيان سمعان ) زعم أنهُ يعرف ( الأسم الأعظم ) الذي يهزم به العساكـر وَ يدعوا ( الزُهره ) فتجيبـهُ وَ البيانيـه عندما أنكرت وصاية ( اباهاشم ) ابن محمد بن الحنفيـه طلبت منهُ آيه فدعا أن تقع ( الزُهره ) في كفه فسقطـت وَ يقولون فنظرنا إذ هي تتوقـد وَ مكانها خالي في السمـاء ؛ وَ يقول المغيره بن سعيد بالأسم الأعظم يُحي الموتى وَ يهزم الجيوش (١٤٩) (١٥٠) وَ عندما حُجز ( الحسيـن بن منصور الحـلاج ) فُتشت بيوت أتباعهُ فوجدت رسائل مكتوبه برموز سريـه تدور حول أسم ( علي ) وَ بعض أسماء الله الحُسنى (١٥١) وَ يقول العرفاني الأمامي الحافظ رجب البرسـي : ( الأسم الأعظم ) هُو القائم بالأسرار الإلهيـه وَ النقطـه الذي أدير عليها فرجار النبـوه على باطن الدائره وَ ( علي ) الأسم الأعظم الذي تنفعـل به الكائنات ؛ وَ أسم علي الأعظم ( أكسير . Elixir ) يُحول الحجر الى ذهب وَ الظلمه الى نور ؛ وَ كما ارجع المغيره بن سعيـد ( الشيعه ) الى البحر النير الذي خُلق في الملأ الأعلى ، كذلك البرسي أرجع أسم ( شيعـه ) الى الأتصال بالأسم الاعظم ( علي ) النقطـه باطن الخلقـه الذي وُصف كـ ( شعاع نور ) (١٥٢) وَ هذه الرؤيـه كالأفلاطونيـه المُحدثه حيث جميـع الآلهات تتحد مع الإله الأول كـ ( أشعه . Radius ) بمنبـع نورها ، كأشعه الشمس الهابطـه من منبعها ( الشمس ) ، وَ هذا الشعاع الأولى كالنقطه بمركـز الدائره (١٥٣) ( المنصُوريـه ) : أصحاب ( ابو منصُور العجلي ) من أهل الكوفـه من ( عبدقيس ) أكثر القبائل العربيـه تأثراً بالثقافـه الفارسيـه ؛ قال أن الأمامه دارت في أولاد علي حتى صار الى الأمام ( محمد الباقر ) وَ الذي أدعى أنهُ خليفتـهُ وَ قد أله ( علي ) وَ قال هُو الكُسف الساقط من السماء المذكـور في الآيه " وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ " فكان يقُول أن ( السمـاء ) آل محمد وَ ( الأرض ) الشيعـه وَ ( الكُسف ) الغيث الذي يروي به الأرض / الشيعه لذلك زعم ( ابومنصُور ) أنهُ صعد الى السمـاء وَ مسح ربهُ عليه بالزيت وَ ناداهُ بالفارسيـه ( پسر ) بمعنى ( بُني ) لذلك صار هُو الكُسف / الغيث للشيعه وَ الأرض وَ قال أن الله أتخذهُ خليلاً وَ رسولا ، حيث كان يرى أن رسُل الله لا تنقطـع أبدا ، وَ قد كان يقـول ( الجنه ) هُو أمام الزمان أما ( النار ) عدو الأمام وَ أيضاً قالوا ( الجنه ) نعيم الدنيا وَ ( النار ) محن الناس في الدنيا ؛ وَ مقصودهُم النار هي حِمل الفرائض وَ المُحرمات أما الوصول الى الجنه عبر ( المعرفه . Gnosis ) وَ التي تتجلى بإمام الوقت بذلك يسقط التكليـف وَ يبلغ الكمال وَ تسقط المحظورات وَ المحرمات فقد كانوا يقولون ( إننا بستان الله ) وَ أباحوا النكاح العبثي وَ أبطلوا المواريث وَ الطلاق وَ الصلاة وَ الصيام وَ الحج التي هي ( أسماء رجال ) يستوعبها الإنسان بالمعرفه وَ ليست فعل يُكلف به الإنسان ؛ وَ كان يرى أن الناس ممزوجون من ( نور ) وَ ( ظلمه ) وَ كان يبيـح أغتيال مُخالفيـه وَ لعل شهرة المنصوريـه بالأغتيال للمخالفين لها أرتباط بثنائيتهُ عن ( النور ) وَ ( الظلمه ) وَ هُو أغتيال تطهيري كما لدى ( الديصانيـه ) لكُون نور الباري أختلط بطينة العالم المُظلمه فإنهم لذلك يغتالـون الناس وَ يخنقونهُم زاعمُون أن ذلك تخليـص لـ ( النور ) من الظلمه ، فتكاثر الناس عند الغنوصيين العامل الأول لتكاثر الظلمه وَ خفُوت النور وَ كون أغلب الناس من الجُهال يقول ( ڤالنتيوس . Valentinus ) المسيحي الغنوصي الذي تفرعت منهُ الديصانيـه ( أن العالم يدين بخلقـهُ وَ سيرورة وجودهُ الى اليوم لـ ( الخطيئـه ) وَ ( الجهل . Agnosia ) (١٥٤) وَ كان ابو منصُور يقُول أن الله بعث مُحمد بالتنزيـل وَ علي بالتأويل ، وَ أعتقدوا أن ( عيسى ) أول الخلق ثم ( علي ) وَ كان يمين الحلف لديهُم ( لا وَ الكلمه ) وَ الكلمه المقصـود به المسيح ؛ وَ قد انتهت حياتهُ بصلبـهُ أيام والي العراق الأموي ( يوسـف بن عمر الثقفي ) ؛ وَ تابع مذهبـهُ ابنهُ ( الحسيـن بن أبي منصُور ) وَ الذي صار لهُ أتباع كُثر فقتلهُ الخليفه العباسي المهدي وَ قتل جماعه معهُ (١٥٥) (١٥٦)